بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبوالفحفاح11 | ||||
ام جهاد | ||||
التيدوم | ||||
mantboha | ||||
المتخصص للتدريب | ||||
الفايز | ||||
vaizamariem | ||||
tarwan | ||||
sidati20072 | ||||
اليم |
فلسفة التاريخ عند كارل ماركس - خاليد فؤاد طحطح
صفحة 1 من اصل 1
فلسفة التاريخ عند كارل ماركس - خاليد فؤاد طحطح
ترجع الجذور الأولى للمادية التاريخية الديالكتيكية إلى أفكار الفلاسفة اليونانيين الأوائل الذين اعتبروا المادة أصل الطبيعة والحياة.
وتعتبر المادية الديالكتيكية حاليا من المكونات الأساسية للنظرية الماركسية التي شيد عليها الفيلسوف الألماني كارل ماركس تفسيره للتاريخ ,وتعتمد النظرية الماركسية في تفسير التاريخ على منهج هيغل القائم على الجدل، مع تغيير جوهري في المضمون، فقد اعتبر كل من كارل ماركس وانجلز جدل هيغل واقفا على رأسه بدلا من قدميه لنزعته المثالية ,وقد البسا هذا الجدل ثوبا ماديا صرفا ثم طبقاه على الظواهر الإنسانية والطبيعية، قال كارل ماركس في رسالته الموجهة إلى كوجلمان إن قوانين الجدل الصحيحة موجودة فعلا عند هيغل لكنها في صورة مثالية، ولابد أن ننزع عنها هذه الصورة.ٌ
لقد استفاد كارل ماركس كثيرا من الجدل الهيغيلي لذلك نجد انجلز يقول لولا هيغل لما كانت هناك اشتراكية علمية، وقد اعترف ماركس نفسه بفضل هيغل عليه إذ صرح في كتابه الرأسمال قائلا إنني لست سوى تلميذا لهذا المفكر العملاق –يقصد هيغل-ٌوهذا ما جعل ويل ديورانت يقول لقد فقس هيغل بيضة الاشتراكية .
لقد قرأ كارل ماركس جدلية هيغل فأعجب بها، لكنه وجدها مثالية تتحدث عن صراع الأفكار فاخذ الفكرة وغير ميدان الصراع قائلا انه بين طبقات المجتمع، فلئن عارضت الماركسية هيغل في المذهب المثالي ,فإنها تبنت منهجه الجدلي في تأسيس المذهب المادي. وأقامت منهجه على قدميه بعد أن كان واقفا على رأسه كما صرح بذلك مؤسسا النظرية.
فقد قال ماركس في المقدمة الثانية من كتابه الشهير الرأسمال(إن طريقتي الديالكتيكية لا تختلف عن الطريقة الهيغيلية من حيث الأساس فحسن بل هي ضدها تماما)، فقد اعتبر كارل ماركس أن الديالكتيك عند هيغل يسير على رأسه ويكفي إعادته على قدميه لكي نرى له هيأة معقولة تماما، فماركس حسب انجلز جرد الطريقة الديالكتيكية من زينتها المثالية، كناية عن نقل الفلسفة من مثالية إلى مادية
وتعتبر المادية الديالكتيكية حاليا من المكونات الأساسية للنظرية الماركسية التي شيد عليها الفيلسوف الألماني كارل ماركس تفسيره للتاريخ ,وتعتمد النظرية الماركسية في تفسير التاريخ على منهج هيغل القائم على الجدل، مع تغيير جوهري في المضمون، فقد اعتبر كل من كارل ماركس وانجلز جدل هيغل واقفا على رأسه بدلا من قدميه لنزعته المثالية ,وقد البسا هذا الجدل ثوبا ماديا صرفا ثم طبقاه على الظواهر الإنسانية والطبيعية، قال كارل ماركس في رسالته الموجهة إلى كوجلمان إن قوانين الجدل الصحيحة موجودة فعلا عند هيغل لكنها في صورة مثالية، ولابد أن ننزع عنها هذه الصورة.ٌ
لقد استفاد كارل ماركس كثيرا من الجدل الهيغيلي لذلك نجد انجلز يقول لولا هيغل لما كانت هناك اشتراكية علمية، وقد اعترف ماركس نفسه بفضل هيغل عليه إذ صرح في كتابه الرأسمال قائلا إنني لست سوى تلميذا لهذا المفكر العملاق –يقصد هيغل-ٌوهذا ما جعل ويل ديورانت يقول لقد فقس هيغل بيضة الاشتراكية .
لقد قرأ كارل ماركس جدلية هيغل فأعجب بها، لكنه وجدها مثالية تتحدث عن صراع الأفكار فاخذ الفكرة وغير ميدان الصراع قائلا انه بين طبقات المجتمع، فلئن عارضت الماركسية هيغل في المذهب المثالي ,فإنها تبنت منهجه الجدلي في تأسيس المذهب المادي. وأقامت منهجه على قدميه بعد أن كان واقفا على رأسه كما صرح بذلك مؤسسا النظرية.
فقد قال ماركس في المقدمة الثانية من كتابه الشهير الرأسمال(إن طريقتي الديالكتيكية لا تختلف عن الطريقة الهيغيلية من حيث الأساس فحسن بل هي ضدها تماما)، فقد اعتبر كارل ماركس أن الديالكتيك عند هيغل يسير على رأسه ويكفي إعادته على قدميه لكي نرى له هيأة معقولة تماما، فماركس حسب انجلز جرد الطريقة الديالكتيكية من زينتها المثالية، كناية عن نقل الفلسفة من مثالية إلى مادية
عدل سابقا من قبل التيدوم في الجمعة مايو 29, 2009 7:10 pm عدل 1 مرات
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: فلسفة التاريخ عند كارل ماركس - خاليد فؤاد طحطح
ومن الصراع الفكري إلى الصراع الطبقي، فإذا كان هيغل قد أصر على أن كل ما يحصل من تغيير في العالم المادي الحقيقي إنما هو انعكاس لا إرادي لتقدم وتطور روح العالم، نجد ماركس يبين أن المثل الأعلى الأفكار عند بني الإنسان إنما هي نتاج البيئة الاقتصادية المادية ,أن هيغل يعتقد أن حركة التاريخ التي يجسدها باسم الفكرة هي مبدعة الواقع الذي ليس إلا الصورة الظاهرة للفكرة، أما أنا فاعتقد أعلى العكس تماما أن حركة التاريخ ليست سوى انعكاس حركة الواقع ,وبذلك تكون الماركسية قد عبرت جسر الهيغيلية وفلسفتها في المعرفة وتفسير التاريخ، إذ أعلنت أن صراع المتناقضات لا يحصل في عالم الأفكار كما ادعى هيغل وإنما في عالم أحوال الناس الواقعي بواسطة ما يحصل في الكيان الاقتصادي للمجتمع.
خلاصة القول والكلام أن الماركسية أخذت الديالكتيك أو الجدل الهيغيلي (تطور الفكر من قضية إلى نقيضها إلى قضية تركيبية من النقيضين لكنها مخالفة لهما) ونقلته من مجال الفكر إلى مجال المادة ,التي أضحت الأساس، قال انجلز إن العالم المادي الذي نحن ندركه بحواسنا والذي نحن جزء منه هو الحقيقة الوحيدة، وليس المادة من إنتاج العقل بل إن العقل ما هو إلا أسمى إنتاج للمادة.
التفسير المادي للتاريخ.
يعود الفكر المادي التاريخي إلى فلسفة كارل ماركس التي أسس عليها حتمياته المعروفة في التغيير الاجتماعي والاقتصادي ,وهي فلسفة حاولت أن تبرهن على فساد النظام الرأسمالي ,وبشرت بسقوطه وحتمية انهياره وتنبأت بالشيوعية في مجتمع الإنسانية المقبل بلا طبقات والذي تتحقق فيه السعادة الكاملة، وتعتبر المادية أن تاريخ المجتمع منذ أن وجد حتى الآن هو صراع طبقات كانت تقف موقف لمعارضة الدائمة لبعضها وتقوم بحرب لا انقطاع لها ,فتاريخ كل ما يوجد على الأرض حتى الآن –من مجتمعات –إنما هو تاريخ كفاحات طبقية ووسائل الإنتاج هي الحكم الفصل الحقيقي الذي كان يقرر مصير هذه المجتمعات، فالإنتاج وما يصحبه من تبادل المجتمعات هو أساس كل نظام اجتماعي وفي كل مجتمع ظهر في التاريخ نجد أن توزيع المنتجات وما يلزمه من تقسيم المجتمع إلى طبقات يعينه الإنتاج وطريقة وكيفية تبادله فحسب هذه النظرية نرى أن الأسباب النهائية لكافة التغيرات الاجتماعية والثورات السياسية يجب البحث عنها (…)في التغيرات التي تطرأ على أسلوب الإنتاج والتبادل.
فالمادية التاريخية إذن تجعل أسلوب إنتاج الحاجات المادية أساسا للتطور وتجعل صراع الطبقات سبيل هذا التطور ,فالمجتمع البشري مجتمع متطور، والعامل المسير المحتم لهذا التطور هو التغيير الذي يحدث في وسائل الإنتاج، والذي يعين نوع العلاقات الاقتصادية في كل مرحلة من المراحل، وهذه العلاقات الاقتصادية تحتم بدورها نوعا من الأوضاع الاجتماعية والعقائد الدينية والمذاهب الأخلاقية.
فالمؤرخون الماركسيون يقيمون تفسيراتهم على العامل الاقتصادي وحده ,فالوضع الاقتصادي لشعب ما هو الذي يحدد بدوره وضعه السياسي، بمعنى أن الاقتصاد السياسي الأكثر إنتاجية في وقت معين ينتصر على الأنماط الأخرى لتنظيم الإنتاج , وهذا التفوق التقني أو الإنتاجي يتغير عبر الزمن، فالمادية التاريخية إذن تقرران أسلوب إنتاج الحاجات المادية كالغذاء والمسكن وأدوات الإنتاج هي القوة الأساسية التي تحدد شكل المجتمع، وتقرر تطور المجتمع من نظام إلى آخر ويقصد بأسلوب الإنتاج جماع القوى المنتجة وهي أدوات النتاج –من يشتغلون عليها بخبراتهم –العلاقات الإنتاجية أي علاقة الناس فيما بينهم أثناء سير الإنتاج.
فلسفة التاريخ عند كارل ماركس.
التاريخ البشري عند كارل ماركس ليس في النهاية سوى صراع طبقات، تفوز فيه الطبقة التي تنسجم مع تطور وسائل الإنتاج والعلاقات الاقتصادية الناشئة عنها (…)، ويظل هذا الصراع قائما إلى أن تفوز طبقة العمال، فتزيل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ,فيتساوى الناس المساواة الاقتصادية التامة ,وهي في نظرهم المساواة الحقيقية ,ويصبحون بذلك كلهم طبقة واحدة,وتذهب بذلك أسباب الحروب وتنتشر ألوية العدل والإخاء والسلام.
فكل شيء في نظر ماركس يتضمن نقيضه ,بحيث كل شيء يهدم نفسه ,وهذا هو التصور العام لمبدأ النقيض ,ولكن كارل ماركس يستخدمه للتدليل على وقوع انهيار الجماعات التي قامت على الرأسمالية ,فالجماعات السابقة عليه وهي الملكيات المطلقة
خلاصة القول والكلام أن الماركسية أخذت الديالكتيك أو الجدل الهيغيلي (تطور الفكر من قضية إلى نقيضها إلى قضية تركيبية من النقيضين لكنها مخالفة لهما) ونقلته من مجال الفكر إلى مجال المادة ,التي أضحت الأساس، قال انجلز إن العالم المادي الذي نحن ندركه بحواسنا والذي نحن جزء منه هو الحقيقة الوحيدة، وليس المادة من إنتاج العقل بل إن العقل ما هو إلا أسمى إنتاج للمادة.
التفسير المادي للتاريخ.
يعود الفكر المادي التاريخي إلى فلسفة كارل ماركس التي أسس عليها حتمياته المعروفة في التغيير الاجتماعي والاقتصادي ,وهي فلسفة حاولت أن تبرهن على فساد النظام الرأسمالي ,وبشرت بسقوطه وحتمية انهياره وتنبأت بالشيوعية في مجتمع الإنسانية المقبل بلا طبقات والذي تتحقق فيه السعادة الكاملة، وتعتبر المادية أن تاريخ المجتمع منذ أن وجد حتى الآن هو صراع طبقات كانت تقف موقف لمعارضة الدائمة لبعضها وتقوم بحرب لا انقطاع لها ,فتاريخ كل ما يوجد على الأرض حتى الآن –من مجتمعات –إنما هو تاريخ كفاحات طبقية ووسائل الإنتاج هي الحكم الفصل الحقيقي الذي كان يقرر مصير هذه المجتمعات، فالإنتاج وما يصحبه من تبادل المجتمعات هو أساس كل نظام اجتماعي وفي كل مجتمع ظهر في التاريخ نجد أن توزيع المنتجات وما يلزمه من تقسيم المجتمع إلى طبقات يعينه الإنتاج وطريقة وكيفية تبادله فحسب هذه النظرية نرى أن الأسباب النهائية لكافة التغيرات الاجتماعية والثورات السياسية يجب البحث عنها (…)في التغيرات التي تطرأ على أسلوب الإنتاج والتبادل.
فالمادية التاريخية إذن تجعل أسلوب إنتاج الحاجات المادية أساسا للتطور وتجعل صراع الطبقات سبيل هذا التطور ,فالمجتمع البشري مجتمع متطور، والعامل المسير المحتم لهذا التطور هو التغيير الذي يحدث في وسائل الإنتاج، والذي يعين نوع العلاقات الاقتصادية في كل مرحلة من المراحل، وهذه العلاقات الاقتصادية تحتم بدورها نوعا من الأوضاع الاجتماعية والعقائد الدينية والمذاهب الأخلاقية.
فالمؤرخون الماركسيون يقيمون تفسيراتهم على العامل الاقتصادي وحده ,فالوضع الاقتصادي لشعب ما هو الذي يحدد بدوره وضعه السياسي، بمعنى أن الاقتصاد السياسي الأكثر إنتاجية في وقت معين ينتصر على الأنماط الأخرى لتنظيم الإنتاج , وهذا التفوق التقني أو الإنتاجي يتغير عبر الزمن، فالمادية التاريخية إذن تقرران أسلوب إنتاج الحاجات المادية كالغذاء والمسكن وأدوات الإنتاج هي القوة الأساسية التي تحدد شكل المجتمع، وتقرر تطور المجتمع من نظام إلى آخر ويقصد بأسلوب الإنتاج جماع القوى المنتجة وهي أدوات النتاج –من يشتغلون عليها بخبراتهم –العلاقات الإنتاجية أي علاقة الناس فيما بينهم أثناء سير الإنتاج.
فلسفة التاريخ عند كارل ماركس.
التاريخ البشري عند كارل ماركس ليس في النهاية سوى صراع طبقات، تفوز فيه الطبقة التي تنسجم مع تطور وسائل الإنتاج والعلاقات الاقتصادية الناشئة عنها (…)، ويظل هذا الصراع قائما إلى أن تفوز طبقة العمال، فتزيل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ,فيتساوى الناس المساواة الاقتصادية التامة ,وهي في نظرهم المساواة الحقيقية ,ويصبحون بذلك كلهم طبقة واحدة,وتذهب بذلك أسباب الحروب وتنتشر ألوية العدل والإخاء والسلام.
فكل شيء في نظر ماركس يتضمن نقيضه ,بحيث كل شيء يهدم نفسه ,وهذا هو التصور العام لمبدأ النقيض ,ولكن كارل ماركس يستخدمه للتدليل على وقوع انهيار الجماعات التي قامت على الرأسمالية ,فالجماعات السابقة عليه وهي الملكيات المطلقة
عدل سابقا من قبل التيدوم في الجمعة مايو 29, 2009 7:17 pm عدل 1 مرات
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: فلسفة التاريخ عند كارل ماركس - خاليد فؤاد طحطح
والوراثيات والطبقية والإقطاعية والزراعية انهارت في رأي الماركسية ,لأنها تضمنت عنصر النقيض ,وعلى هذا الأساس ستنهار الرأسمالية وتتحول إلى النقيض وهي الاشتراكية ذات الطبقة الواحدة.
وبتطبيق هذا الأسلوب في البحث نرى أن التاريخ عند الماركسيين قد مر بعدة تطورات ومراحل ابتدءا من الشيوعية البدائية الجماعية إلى نظام الطبقات متمثلا في انقسام المجتمع إلى سادة وعبيد في العصور القديمة، والى سادة إقطاعيين وأقنان في العصر الإقطاعي، ورأسماليين وعمال أجراء في العصر الحديث، وإن هذا التطور يتجه بفعل القوانين التي تتحكم فيه إلى نظام جديد تزول فيه المصالح الاقتصادية المتضاربة.
فالعالم كله عند كارل ماركس قد مر بمراحل أربعة، ومازالت أمامه أخرى.
المرحلة الأولى: هي مرحلة الشيوعية الأولى أو المشاعية البدائية، حيث كان كل ما على الأرض لكل من عليها، لذا لم ينشب صراع لعدم وجود الملكية الخاصة.
والمرحلة الثانية: هي مرحلة الرق فبعد أن اخترع الإنسان بعض الأدوات انتقل من الشيوعية الأولى إلى عهد الرق، حيث انقسم البشر إلى أحرار وعبيد، واشتعل الصراع بينهما، ثم بفعل تطور جديد في وسائل الإنتاج تحول إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإقطاع، التي تميزت بمعرفة الإنسان للزراعة والتوسع فيها، فانقسم المجتمع إلى رجال إقطاع وعبيد الأرض، فالإقطاعي يملك الأرض ومن عليها من إنسان وحيوان ونبات، فإذا باع أرضه تبعها كل من عليها فكان الصراع محتدا بين سادة الإقطاع والفلاحين، ثم بفعل اكتشاف وسائل إنتاج جديدة تحولت بعض المجتمعات من الزراعة إلى الصناعة فدخلت بذلك المرحلة الرابعة وهي مرحلة الرأسمالية، التي انقسم فيها المجتمع إلى رأسماليين (أرباب رؤؤس الأموال) وهم قلة وعمال وهم كثرة.
ويرى ماركس أن الصراع سيحتدم بين الفريقين، وسينتهي بانتصار العمال وعندها سيتحول المجتمع وسينتقل بانتصار العمال، وعندها سيتحول المجتمع نحو المرحلة الأخيرة وسينتقل إلى الشيوعية حيث تنعدم الطبقات، وهنا سيتوقف الصراع وتحل الخلافات عن طريق الود والحوار، فتنتفي الحاجة للدولة والجيش والشرطة وسائر وسائل القهر!لان عهد الاستغلال قد ولى وانتهى، ولان المجتمع بلا طبقات ستصبح معه الدولة من حيث أنها سلطة منظمة غير لازمة! لكن هذا في المنطق السليم أمر مستحيل فالأولى أن تستمر الدولة وتتقوى حتى تمنع عودة الرأسمالية من جديد، ففي غياب الدولة تبقى الفرص سانحة لعودة البرجوازية، كما أن تشعب المشاكل وتناميها يستلزم بقاء الدولة لتطبيق القوانين وتنظيم المجتمع وإلا عمت الفوضى وانتشرت الاضطرابات، وفي رؤية ماركس هذه يتسم المجتمع الشيوعي لا بغياب السلطة فقط، ولكن أيضا كما تشير كلمة شيوعي إلى الإحساس المشترك والقوي بالمشاعية.
لقد قصد ماركس بالشيوعية أن تكون هناك حياة بلا تمايز، ففي كتابه الأيديولوجية الألمانية عبر عن رؤيته للمجتمع الشيوعي على أنه مجتمع لا يستحوذ فيه أحد على مجال النشاط، فالإنسان الشيوعي يستطيع أن يفعل شيئا اليوم وآخر غدا، أن يقتنص في الصباح ويصيد بعد الظهيرة ويربي الماشية في المساء، في هذا المجتمع المستقبلي لن يكون لكائن بشري السلطة في أن يحدد لغيره ماذا يفعله.
وهكذا أغلقت الماركسية ملف الصراع الذي استمر آلاف السنين بانتصار موهوم وحلم مثل السراب ,حيث ستنهار الرأسمالية أخيرا وتتحول إلى النقيض وهي الاشتراكية ذات الطبقة الواحدة ,حيث ستسود المشاعية كصيغة للتنظيم الاجتماعي في المستقبل كما سادت في الماضي السحيق.وستتلاشى الدولة التي كانت أداة للسيطرة والقهر.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن ماركس لم يصف هذه الحياة المستقبلية للشيوعية بأي استطراد، كما أن عدم تحقق أول مجتمع اشتراكي بأوروبا يعد برهانا على خطأ التنبؤ التاريخي الماركسي فالتطور الذي عرفته أوربا أدى إلى تقوية النظام الرأسمالي أكثر مما سبق وأصبح العمال الأوربيون أنفسهم إحدى ركائز هذا النظام وجزءا منه، فبعد وفاة كارل ماركس عرفت أوربا تقدما في التعليم والتكنولوجيا والثقافة الإنسانية، فقد اتسعت المبادئ الحقوقية وتغيرت طبيعة التركيبة الطبقية للمجتمع الأوروبي، فأصبحت الطبقة البروليتارية طبقة أخرى تتمتع بكثير من الحقوق والامتيازات، فقد اختفت ساعات العمل الطويلة وارتفعت الأجور، وتحسنت الأحوال التأمينية،واختفت حدة التناقضات الطبقية،وتغيرت أشكال
وبتطبيق هذا الأسلوب في البحث نرى أن التاريخ عند الماركسيين قد مر بعدة تطورات ومراحل ابتدءا من الشيوعية البدائية الجماعية إلى نظام الطبقات متمثلا في انقسام المجتمع إلى سادة وعبيد في العصور القديمة، والى سادة إقطاعيين وأقنان في العصر الإقطاعي، ورأسماليين وعمال أجراء في العصر الحديث، وإن هذا التطور يتجه بفعل القوانين التي تتحكم فيه إلى نظام جديد تزول فيه المصالح الاقتصادية المتضاربة.
فالعالم كله عند كارل ماركس قد مر بمراحل أربعة، ومازالت أمامه أخرى.
المرحلة الأولى: هي مرحلة الشيوعية الأولى أو المشاعية البدائية، حيث كان كل ما على الأرض لكل من عليها، لذا لم ينشب صراع لعدم وجود الملكية الخاصة.
والمرحلة الثانية: هي مرحلة الرق فبعد أن اخترع الإنسان بعض الأدوات انتقل من الشيوعية الأولى إلى عهد الرق، حيث انقسم البشر إلى أحرار وعبيد، واشتعل الصراع بينهما، ثم بفعل تطور جديد في وسائل الإنتاج تحول إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإقطاع، التي تميزت بمعرفة الإنسان للزراعة والتوسع فيها، فانقسم المجتمع إلى رجال إقطاع وعبيد الأرض، فالإقطاعي يملك الأرض ومن عليها من إنسان وحيوان ونبات، فإذا باع أرضه تبعها كل من عليها فكان الصراع محتدا بين سادة الإقطاع والفلاحين، ثم بفعل اكتشاف وسائل إنتاج جديدة تحولت بعض المجتمعات من الزراعة إلى الصناعة فدخلت بذلك المرحلة الرابعة وهي مرحلة الرأسمالية، التي انقسم فيها المجتمع إلى رأسماليين (أرباب رؤؤس الأموال) وهم قلة وعمال وهم كثرة.
ويرى ماركس أن الصراع سيحتدم بين الفريقين، وسينتهي بانتصار العمال وعندها سيتحول المجتمع وسينتقل بانتصار العمال، وعندها سيتحول المجتمع نحو المرحلة الأخيرة وسينتقل إلى الشيوعية حيث تنعدم الطبقات، وهنا سيتوقف الصراع وتحل الخلافات عن طريق الود والحوار، فتنتفي الحاجة للدولة والجيش والشرطة وسائر وسائل القهر!لان عهد الاستغلال قد ولى وانتهى، ولان المجتمع بلا طبقات ستصبح معه الدولة من حيث أنها سلطة منظمة غير لازمة! لكن هذا في المنطق السليم أمر مستحيل فالأولى أن تستمر الدولة وتتقوى حتى تمنع عودة الرأسمالية من جديد، ففي غياب الدولة تبقى الفرص سانحة لعودة البرجوازية، كما أن تشعب المشاكل وتناميها يستلزم بقاء الدولة لتطبيق القوانين وتنظيم المجتمع وإلا عمت الفوضى وانتشرت الاضطرابات، وفي رؤية ماركس هذه يتسم المجتمع الشيوعي لا بغياب السلطة فقط، ولكن أيضا كما تشير كلمة شيوعي إلى الإحساس المشترك والقوي بالمشاعية.
لقد قصد ماركس بالشيوعية أن تكون هناك حياة بلا تمايز، ففي كتابه الأيديولوجية الألمانية عبر عن رؤيته للمجتمع الشيوعي على أنه مجتمع لا يستحوذ فيه أحد على مجال النشاط، فالإنسان الشيوعي يستطيع أن يفعل شيئا اليوم وآخر غدا، أن يقتنص في الصباح ويصيد بعد الظهيرة ويربي الماشية في المساء، في هذا المجتمع المستقبلي لن يكون لكائن بشري السلطة في أن يحدد لغيره ماذا يفعله.
وهكذا أغلقت الماركسية ملف الصراع الذي استمر آلاف السنين بانتصار موهوم وحلم مثل السراب ,حيث ستنهار الرأسمالية أخيرا وتتحول إلى النقيض وهي الاشتراكية ذات الطبقة الواحدة ,حيث ستسود المشاعية كصيغة للتنظيم الاجتماعي في المستقبل كما سادت في الماضي السحيق.وستتلاشى الدولة التي كانت أداة للسيطرة والقهر.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن ماركس لم يصف هذه الحياة المستقبلية للشيوعية بأي استطراد، كما أن عدم تحقق أول مجتمع اشتراكي بأوروبا يعد برهانا على خطأ التنبؤ التاريخي الماركسي فالتطور الذي عرفته أوربا أدى إلى تقوية النظام الرأسمالي أكثر مما سبق وأصبح العمال الأوربيون أنفسهم إحدى ركائز هذا النظام وجزءا منه، فبعد وفاة كارل ماركس عرفت أوربا تقدما في التعليم والتكنولوجيا والثقافة الإنسانية، فقد اتسعت المبادئ الحقوقية وتغيرت طبيعة التركيبة الطبقية للمجتمع الأوروبي، فأصبحت الطبقة البروليتارية طبقة أخرى تتمتع بكثير من الحقوق والامتيازات، فقد اختفت ساعات العمل الطويلة وارتفعت الأجور، وتحسنت الأحوال التأمينية،واختفت حدة التناقضات الطبقية،وتغيرت أشكال
عدل سابقا من قبل التيدوم في الجمعة مايو 29, 2009 7:18 pm عدل 1 مرات
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: فلسفة التاريخ عند كارل ماركس - خاليد فؤاد طحطح
الصراع تماما حتى أن الصراع الطبقي بالمفهوم الماركسي لن يعود له ظهور مجدد في المستقبل الأوروبي، كما أنه حتى الأحزاب التي تبنت شعارات الماركسية والمساواة عندما كانت خارج الحكم،انتقلت مباشرة إلى الهرمية بعد الاستحواذ على السلطة، وهذه معضلة تنظيمية تفسر التباين بين الشيوعية المساواتية التي وصفها ماركس، والشيوعية السلطوية التي جربها السوفيات وشعوب أخرى.
بعض الانتقادات الموجهة إلى المادية التاريخية.
يؤخذ على أفكار هذه المدرسة وأصحابها (..) التفسير التعسفي للمادة التاريخية (..)فعلى الرغم مما تناولته المادية التاريخية عند كارل ماركس من قضايا مثل الحتمية التاريخية والتطور التاريخي والصراع الطبقي بهدف دراسة علمية للتاريخ إلا أن نظريته في تفسير التاريخ جاءت بعيدة عن علمية التاريخ ,حيث أهملت العوامل القومية والعقائدية والمذهبية والنفسية والروحية وغيرها.
فالصواب عند تفسير التاريخ الإدراك أن تاريخ الإنسان تكونه عوامل كثيرة ليس الاقتصاد إلا عاملا واحدا منها ,فهناك أشياء كثيرة في التاريخ غير العامل الاقتصادي ,فالإنسان لا يقصر حياته على أن يحبو على بطنه ,فهناك أشياء تحفز الإنسان للعمل والتي هي غير الاقتصاد بتاتا.
لقد بالغت الماركسية في إعطاء الاقتصاد الدور المسيطر في حركة التاريخ (..)وتجاهلت التأثيرات الروحية الكبرى في الانتفاضات الاجتماعية وبالأخص إذا كانت الأيديولوجيات الدينية هي المحرض الأول ,لذلك نجد مثلا البروفيسور دي.ايج كول الذي يعد من اشد الناس احتراما للماركسية يرفض أن يعترف بالعامل الوحيد الذي يقرر الكيان الاجتماعي لأية أمة إذ يقول في كتابه معنى الماركسية لقد أظهرت بحوث علم الإنسان (الانتربولوجية)أشكالا حضارية مختلفة جدا لا يمكن أن تفسر قط تفسيرا اقتصاديا محضا (..)أن الأساس الاقتصادي للمجتمع عامل واحد فقط من عوامل تصوير الشكل العام للحضارة لذلك لا يجب تفسير التاريخ على أساس مبدأ واحد (..)وإنما على أساس عدد من العوامل المعقدة المتشابكة التي تتداخل معا.
كما يؤخذ على المادية التاريخية أنها تعتبر الإنتاج وحده هو الذي يحدد شكل العلاقات بين الأفراد ,وان قوانين الصراع الطبقي ونمو التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية هي فقط القوانين الحقيقية التي تحكم مسيرة التاريخ ,فجميع الدوافع السيكولوجية في حركة التاريخ تدعمها في الباطن الأحوال المادية.
يعد ماركس مثالا للقائلين بالحتمية التاريخية ,واخذ بعلة واحدة في تفسير التاريخ هي النمط الاقتصادي السائد في المجتمع ,وحاول أن يفسر من خلاله أنماط الحياة الأخرى السائدة فيه وعلاقة ذلك بالإنتاج ,وما يؤدي إليه من تطور حتمي نحو طور معين من أطوار الحضارة الإنسانية.
كما أن أصحاب هذه المدرسة لم يأخذوا التاريخ كنموذج يستنبطون منه قانون حركته ,وإنما اختاروا بضع مراحل وأحداث هي التي وجدوا فيها مصداق كلامهم وأهملوا الباقي حيث ركزوا على التاريخ الأوربي.
كما أن قضايا عديدة تظل محل تساؤل فبما يخص تحكم وسائل الإنتاج في علاقات المجتمع ,فعند ماركس مثلا أن القبائل الرحل التي تعيش على الصيد لا تحترم المرأة وتنظر إليها نظرة احتقار لأنه لا فائدة منها في الصيد(…)لكن لما اخذ الشعب بالزراعة ارتفعت مكانة المرأة وازداد دورها الاجتماعي..واخذ الرجال ينظرون أليها نظرة احترام وتقدير,إن السبب الرئيسي لهذا التغير الجذري سببه اقتصادي ,لكن ما هو مسجل عندنا أن شعوبا عديدة كانت تمتهن الزراعة لم تحترم نساءها (..)قدامى الألمان والرومان مثلا وغيرهم.
لقد حاول كارل ماركس أن يصوغ القوانين الاجتماعية على غرار القوانين الطبيعية (..)وكان في ذهنه هدف واحد (..)وهو أن يبرهن بطريقة ما على أن أسلوب الإنتاج في الحياة المادية هو الذي يعين الطابع العام لطرق الحياة الاجتماعية والسياسية والروحية, وعلى هذا الأساس فان التاريخ الإنساني هو تاريخ الصراع الناشب بين الطبقات الاجتماعية (..)وان الحالة الاقتصادية هي التي تحدد بصفة قاطعة النظم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والسياسية.
فرغم اعتبار الجهود الرامية لإرضاء الحاجات المادية (..)هي عوامل أساسية في التاريخ الإنساني ,إلا أن التصور بان جميع وجوهها محددا في النهاية بهذه الاحتياجات وطرق إرضائها قد حورب ,ويمكن أن يحارب على أساس من وقائع التاريخ نفسه ,فإذا كانت نظرية هيغل القائلة بان الفكر أساس كل ما هو موجود (..)وان العقل الإنساني يتحرك دائما متقدما نحو الأمام ليصل إلى العلم المطلق ,قد بلغت القمة في التجريد (..)فان الماديين الذين انتقدوا مذهبه (..)ذهبوا في تفسيرهم مذهبا خالصا ,وهكذا انتقلوا من النقيض إلى النقيض ,ووقعوا في مبالغات كثيرة غير منطقية ,فبدلا من يقوم ماركس بتعديل وضعية الرجل الهيغيلي الذي يمشي على رأسه ,فقد اخطأ المحاولة وجعل الرجل المسكين يمشي على بطنه على معدته.
بعض الانتقادات الموجهة إلى المادية التاريخية.
يؤخذ على أفكار هذه المدرسة وأصحابها (..) التفسير التعسفي للمادة التاريخية (..)فعلى الرغم مما تناولته المادية التاريخية عند كارل ماركس من قضايا مثل الحتمية التاريخية والتطور التاريخي والصراع الطبقي بهدف دراسة علمية للتاريخ إلا أن نظريته في تفسير التاريخ جاءت بعيدة عن علمية التاريخ ,حيث أهملت العوامل القومية والعقائدية والمذهبية والنفسية والروحية وغيرها.
فالصواب عند تفسير التاريخ الإدراك أن تاريخ الإنسان تكونه عوامل كثيرة ليس الاقتصاد إلا عاملا واحدا منها ,فهناك أشياء كثيرة في التاريخ غير العامل الاقتصادي ,فالإنسان لا يقصر حياته على أن يحبو على بطنه ,فهناك أشياء تحفز الإنسان للعمل والتي هي غير الاقتصاد بتاتا.
لقد بالغت الماركسية في إعطاء الاقتصاد الدور المسيطر في حركة التاريخ (..)وتجاهلت التأثيرات الروحية الكبرى في الانتفاضات الاجتماعية وبالأخص إذا كانت الأيديولوجيات الدينية هي المحرض الأول ,لذلك نجد مثلا البروفيسور دي.ايج كول الذي يعد من اشد الناس احتراما للماركسية يرفض أن يعترف بالعامل الوحيد الذي يقرر الكيان الاجتماعي لأية أمة إذ يقول في كتابه معنى الماركسية لقد أظهرت بحوث علم الإنسان (الانتربولوجية)أشكالا حضارية مختلفة جدا لا يمكن أن تفسر قط تفسيرا اقتصاديا محضا (..)أن الأساس الاقتصادي للمجتمع عامل واحد فقط من عوامل تصوير الشكل العام للحضارة لذلك لا يجب تفسير التاريخ على أساس مبدأ واحد (..)وإنما على أساس عدد من العوامل المعقدة المتشابكة التي تتداخل معا.
كما يؤخذ على المادية التاريخية أنها تعتبر الإنتاج وحده هو الذي يحدد شكل العلاقات بين الأفراد ,وان قوانين الصراع الطبقي ونمو التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية هي فقط القوانين الحقيقية التي تحكم مسيرة التاريخ ,فجميع الدوافع السيكولوجية في حركة التاريخ تدعمها في الباطن الأحوال المادية.
يعد ماركس مثالا للقائلين بالحتمية التاريخية ,واخذ بعلة واحدة في تفسير التاريخ هي النمط الاقتصادي السائد في المجتمع ,وحاول أن يفسر من خلاله أنماط الحياة الأخرى السائدة فيه وعلاقة ذلك بالإنتاج ,وما يؤدي إليه من تطور حتمي نحو طور معين من أطوار الحضارة الإنسانية.
كما أن أصحاب هذه المدرسة لم يأخذوا التاريخ كنموذج يستنبطون منه قانون حركته ,وإنما اختاروا بضع مراحل وأحداث هي التي وجدوا فيها مصداق كلامهم وأهملوا الباقي حيث ركزوا على التاريخ الأوربي.
كما أن قضايا عديدة تظل محل تساؤل فبما يخص تحكم وسائل الإنتاج في علاقات المجتمع ,فعند ماركس مثلا أن القبائل الرحل التي تعيش على الصيد لا تحترم المرأة وتنظر إليها نظرة احتقار لأنه لا فائدة منها في الصيد(…)لكن لما اخذ الشعب بالزراعة ارتفعت مكانة المرأة وازداد دورها الاجتماعي..واخذ الرجال ينظرون أليها نظرة احترام وتقدير,إن السبب الرئيسي لهذا التغير الجذري سببه اقتصادي ,لكن ما هو مسجل عندنا أن شعوبا عديدة كانت تمتهن الزراعة لم تحترم نساءها (..)قدامى الألمان والرومان مثلا وغيرهم.
لقد حاول كارل ماركس أن يصوغ القوانين الاجتماعية على غرار القوانين الطبيعية (..)وكان في ذهنه هدف واحد (..)وهو أن يبرهن بطريقة ما على أن أسلوب الإنتاج في الحياة المادية هو الذي يعين الطابع العام لطرق الحياة الاجتماعية والسياسية والروحية, وعلى هذا الأساس فان التاريخ الإنساني هو تاريخ الصراع الناشب بين الطبقات الاجتماعية (..)وان الحالة الاقتصادية هي التي تحدد بصفة قاطعة النظم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والسياسية.
فرغم اعتبار الجهود الرامية لإرضاء الحاجات المادية (..)هي عوامل أساسية في التاريخ الإنساني ,إلا أن التصور بان جميع وجوهها محددا في النهاية بهذه الاحتياجات وطرق إرضائها قد حورب ,ويمكن أن يحارب على أساس من وقائع التاريخ نفسه ,فإذا كانت نظرية هيغل القائلة بان الفكر أساس كل ما هو موجود (..)وان العقل الإنساني يتحرك دائما متقدما نحو الأمام ليصل إلى العلم المطلق ,قد بلغت القمة في التجريد (..)فان الماديين الذين انتقدوا مذهبه (..)ذهبوا في تفسيرهم مذهبا خالصا ,وهكذا انتقلوا من النقيض إلى النقيض ,ووقعوا في مبالغات كثيرة غير منطقية ,فبدلا من يقوم ماركس بتعديل وضعية الرجل الهيغيلي الذي يمشي على رأسه ,فقد اخطأ المحاولة وجعل الرجل المسكين يمشي على بطنه على معدته.
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
مواضيع مماثلة
» فلسفة التاريخ عند ماركس تابع
» كارل ماركس (1818-1883)( منقول)
» تعريف فلسفة العلوم
» أهمية دراسة التاريخ
» شنقيط ودورها عبر التاريخ (الدكتور جمال ولد الحسن)منقول
» كارل ماركس (1818-1883)( منقول)
» تعريف فلسفة العلوم
» أهمية دراسة التاريخ
» شنقيط ودورها عبر التاريخ (الدكتور جمال ولد الحسن)منقول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 08, 2024 4:31 am من طرف دورات
» المراجعة المالية والإدارية لضمان سلامة الأداء المالي والإداري||دورت تدريبية
الإثنين يوليو 08, 2024 3:55 am من طرف دورات
» دورة الأساليب الحديثة لتنشيط العملية التسويقيه وزيادة المبيعات دورات التسويق
الجمعة مارس 15, 2024 5:34 am من طرف دورات
» دورات تدريبية|دورة التخطيط الاستراتيجي للتسويق
الخميس مارس 14, 2024 4:33 am من طرف دورات
» دورة السيطرة على التلوث البحري بالبترول|| metc
الثلاثاء مارس 12, 2024 5:41 am من طرف دورات
» دوره تنفيذ وإداره حلول سيسكو-CCNA/القاهره 2024
الأربعاء مارس 06, 2024 1:28 pm من طرف المتخصص للتدريب
» دوره تنمية المهارات الإدارية والاشرافية لرؤساء الاقسام/الخبر-القاهره 2024
الثلاثاء فبراير 20, 2024 6:11 pm من طرف المتخصص للتدريب
» دورات المشتريات والمخازن واللوجستيك 2024
السبت فبراير 17, 2024 5:02 am من طرف دورات
» دورات التدقيق|دورة تقنيات المراجعة والتدقيق الداخلي لضمان سلامة الاداء المالي
الخميس فبراير 15, 2024 3:52 am من طرف دورات