بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبوالفحفاح11 | ||||
ام جهاد | ||||
التيدوم | ||||
mantboha | ||||
المتخصص للتدريب | ||||
الفايز | ||||
vaizamariem | ||||
tarwan | ||||
sidati20072 | ||||
اليم |
السنسكريتية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السنسكريتية
هي لغة قديمة في الهند وهي لغة طقوسية للهندوسية، والبوذية، والجانية. لها موقع في الهند وجنوب شرق آسيا مشابه للغة اللاتينية واليونانية في أوروبا في القرون الوسطى، ولها جزء مركزي في التقليد الهندوسي. السنسكريتية هي إحدى الاثنتين وعشرين لغة رسمية للهند. تدرس في الهند كلغة ثانية. كما ان بعض البراهمنيين -وهم الوعاظ من الطبقة العالية- يعتبرونها لغتهم الأم.
لقد كانت اللغة السنسكريتية وما زالت في الهند في المعابد فيسمح فقط لكهنة البراهما بقراءة النصوص السنسكريتية, اما في الماضي فتواجدت في الادب الهندي: أدب لغتي البالي والبراكريت، الأدب الدرافيدي الباكر، الأدب البنغالي. وغيره من الاداب والشعر الذي استوحى من الشعر الإسلامي الذي كتب باللغة السنسكريتية
لقد كانت اللغة السنسكريتية وما زالت في الهند في المعابد فيسمح فقط لكهنة البراهما بقراءة النصوص السنسكريتية, اما في الماضي فتواجدت في الادب الهندي: أدب لغتي البالي والبراكريت، الأدب الدرافيدي الباكر، الأدب البنغالي. وغيره من الاداب والشعر الذي استوحى من الشعر الإسلامي الذي كتب باللغة السنسكريتية
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: السنسكريتية
;لاتستطيع
أية لغة قديمة منافسة اللغة السنسكريتية في تنوع آدابها والمساحة التي
شغلتها، وان الادب الاغريقي على سبيل المثال أو الادب اللاتيني، اذا اردنا
المقارنة، ليس سوى رف واحد في زاوية من مكتبة الادب السنسكريتي الذي يتكون
من عدة قاعات. ونظرا لاهمية اللغة السنسكريتية وعلاقتها باللغات الهندو
ايرانية مثل الكردية والفارسية، والهندو اوربية مثل الانجليزية
والالمانية، نقدم هذه الدراسة التي اعتمدنا فيها على مصادر عديدة من اهمها
دراسة الدكتور كونهان راج وترجمنا أهم ما ورد في دراسته المعنونة
السنسكريتية والصادرة عن المجلس الثقافي الهندي عام 1961م.
السنسكريتية
لغة تطورت خلال حقبة طويلة من السنين، نستطيع القول منذ بداية التاريخ
المعروف في الهند، وهي الفرع الشرقي لاسرة اللغات المعروفة بالارية، وتعرف
ايضا بالهندو – جرمانية، وكذلك الهندو- اوربية. وان هذه الاسرة اللغوية
انتشرت في جميع أرجاء اوربا وأجزاء من غرب آسيا.
وتؤلف اللغة
الكردية والفارسية والسنسكريتية، فرعا واحدا عرف بالاسرة الهندو –
ايرانية، وقد عرف الشكل المبكر للغة الفارسية بالافيستا، وسارت خلال
المراحل الفارسية القديمة التي كتبت بالمسمارية في البهلوية والفارسية
الحديثة ، وقد تغيرت اللغة كثيرا من شكلها المبكر الى شكلها الحالي. ان
الشكل المبكر للغة السنسكريتية يتمثل في كتب الفيدا، او نصوص كتب الفيدا،
وهي نصوص هندوسية مقدسة، اما المرحلة الثانية فهي السنسكريتية الكلاسيكية،
والتي استمرت حتى الوقت الحاضر كلغة حية، وانتشرت في ارجاء الهند .
من
بين كتب الفيدا، يعد كتاب الريغ فيدا الاقدم، أما كتب الـ(ياجور فيدا،
وبراهما ناس، واوبا نيسادس) فهي من عصور متأخرة. ولدينا كتاب اتارفيدا وهو
اقرب الى الريغ فيدا في الزمن من كتب الفيدا الاخرى.
ليس من الصعب
تعيين زمن كتب الفيدا، وان العصر المقبول لاول كتب الفيدا هو حوالي 1500
عام قبل الميلاد، وان هذا الرأي مبني على أسس لغوية وعلى علاقة وثيقة
بكتاب الافستا الذي لايمكن ان يكون اقدم من الف عام قبل الميلاد.
ان
الاريين الذين طوروا السنسكريتية في الهند، من المفترض ان يكونوا قد
هاجروا الى البلاد بالاساس من الشمال الغربي للهند، واستنادا الى الحقائق
الانتربولوجية فان الاريين لايمكن ان يكونوا قدموا الهند قبل عام 2000قبل
الميلاد.
كما توجد اواصر تاريخية بين كتب الفيدا والاثار والعاديات في
وادي السند، التي اتت من ذلك العصر والتي تدل على ان الفيدا جاء بعد تلك
الحضارة .
لكن مضامين ما جاء في كتب الفيدا لاتلقي الضوء على قدوم
الاريين الى الهند من الخارج، ولاتوجد أية دلالات في الفيدا على موطن سابق
ولا أية معلومات عن الهجرة في نصوص الفيدا، ومن ناحية أخرى فان المناخ
العام للادب يتفق مع قوم استقروا في البلاد منذ وقت طويل، وطوروا معتقدات
دينية لهم، وفلسفة، ونظام مؤسسات اجتماعية، ومؤسسات سياسية، بحيث كانت لهم
مهرجاناتهم واحتفالاتهم، والعابهم الرياضية.
بالاضافة الى ذلك استطاع
بعض العلماء الكشف عن طرق لدراسة علم الفلك في النصوص الفيدية التي تعود
بجذورها الى حقبة الالف الرابع قبل الميلاد، ومثل هذه الحقائق كانت قد
عرفت لحقبة تعود الى تاريخ مبكر، حوالي الالف العاشر قبل الميلاد.
وان
النصوص المتوفرة لدينا من الفيدية تعود الى حوالي الالف الخامس قبل
الميلاد، ولكن استنادا لمثل هذه الحسابات يجب أن تعود الى حضارة أقدم منها
بما لايقل عن خمسة الاف عام، وان أغلب العلماء لا يعيرون اهتماما كبيرا
لمثل هذه الحقائق الفلكية بسبب ان الفلكيين في تلك الحقب التاريخية لم
يكونوا دقيقين .
يذهب البعض الى ان السنسكريتية من بين اولى اللغات في
العالم التي ابدعت الادب، ويذهب معظم الباحثين الى ان السنسكريتية هي اولى
اللغات الارية التي طورت آدابها، وانها اللغة الوحيدة من بين لغات العالم
التي طورت ادابها منذ عصور ما قبل الميلاد، وما زالت الى اليوم لغة حية،
اما لغات مصر ووادي الرافدين، وآسيا الصغرى، وسوريا وقرطاج فهي لغات في
بطون التاريخ. اما الصينية واليونانية اللتان كانتا في الماضي فقد تغيرتا
كثيرا والناس لايستطيعون فهمهما اليوم, بينما السنسكريتية، استمرت هي
نفسها خلال الاف السنين.
وان الشخص الذي درس وتعلم السنسكريتية الحديثة
يستطيع قراءة وفهم نصوص الفيدا جيدا، وكذلك يستطيع قراءة وفهم النصوص
القديمة من الفيدا، فالنصوص الفيدية الحديثة قريبة ومشابهة جدا للنصوص
القديمة ونستطيع القول ان النصوص الفيدية القديمة لاتختلف كثيرا عن النصوص
الحديثة مثلما لاتختلف كثيرا نصوص الشاعر البريطاني جوسر عن النصوص
الانجليزية الحديثة .
ومايسمى بالسنسكريتية الكلاسيكية فان لها
اختلافات بسيطة مع السنسكريتية القديمة بحيث يمكن اهمالها، وانها مستمرة
كما هي منذ العصر الفيدي، اي منذ حوالي 600 عام قبل الميلاد حتى الوقت
الحاضر.
علما اننا لانستطيع القول ان الناس كانوا يتكلمون نفس اللغة
منذ ذلك التاريخ حتى اليوم. ففي جميع العصور مثلما في جميع البلدان، لا بد
ان تكون هناك مستويات مختلفة في استخدام اللغة بين مختلف طبقات المجتمع،
فالناس في الطبقات العليا في المجتمع يتحدثون ما يسمى اللغة الصحيحة
والنقية، وفي الطبقات الدنيا يتحدثون باختلاف كبير عن الطبقة العليا، ولا
شك ان اللغة التي نراها اليوم في النصوص الفيدية هي لغة الطبقة المتعلمة،
لغة الادب، وان اللغة التي نراها في الادب الفيدي هي لغة الطبقة العليا,
ولاشك ان هناك ايضا لغة لعامة الناس، والتي تختلف عن نصوص لغة الفيدا, وان
بعض الاختلاف في اللغة الادبية للعصر الحالي هو بسبب دخول وتبني بعض لغة
العامة، وقد اكتشف الباحثون اللغويون عدة ملامح من لغة العامة في العصور
المتأخرة في النصوص الفيدية.
ان مانسميه السنسكريتية الكلاسيكية هي الشكل المبسط للغة الفيدية، وهي التي استمرت حية حتى الوقت الحاضر، وما زالت تزدهر .
خلال
مختلف العصور من تاريخ الهند حتى نهاية الالف الاول الميلادي ظلت اللغة
السنسكريتية لغة البلاد والناس، وكانت لغة العامة صورة من تلك اللغة، ولم
يطور الناس لغة خاصة بهم، وان المتعلمين كانوا يتكلمون لغة العامة ايضا في
بيوتهم، لغة يتكلمون فيها في البيت واخرى للنشاطات والفعاليات الحضارية
العليا – المتطورة- ومثل هذا الاختلاف بين لغة العامة واللغة المستخدمة في
النشاطات الثقافية والادبية – النشاطات العليا- موجودة في جميع لغات
العالم، فاعضاء البرلمان لايتحدثون في البيت مثلما يتحدثون في البرلمان.
تطورت
لغة العامة واصبحت تسمى براكريت Prakrit ولم تكن هذه اللغة غريبة عن
السنسكريتية، وانما نستطيع القول ان الناس جميعا كانوا يتكلمونها
ويتفاهمون بها وان السنسكريتية كانت تستخدم في الادب والثقافة وهي مفهومة
ايضا من الجميع ويرى البعض ان السنسكريتية كانت لغة نخبة من المثقفين
والارستقراطيين، وان الناس يتكلمون ويفهمون لغة اخرى هي البراكريت ، بينما
يرى نفر آخر من الباحثين ان السنسكريتية تلاشت حين ازدهرت البراكريت، وفي
مراحل لاحقة كانت للسنسكريتية نهضة ازدهرت فيها خلال انبعاث البراهمانية ،
وان الادب الشعري في الهند بدأ في اللغة البراكراتية بما فيها الملاحم
الميثولوجية الطويلة، والقصص والاشكال الادبية الاخرى والى الحد الذي يرون
فيه ان السنسكريتية الكلاسيكية هي نسخة سنسكريتية من الاصل البراكريتي
نشأت في عصر انبعاث البراهمانية.
والحقيقة لم تكن هناك ابدا حقبة تلاشت
فيها السنسكريتية، وهي التي كانت لغة الناس، ولم يكن ادب النخبة المثقفة
والارستقراطية فقط هوالذي تطور في السنسكريتية، بل ان الادب الهندي باجمعه
تطور فيها وليس في أية لغة اخرى في الهند.
وشاعت الملحمة الميثولوجية
التي اصبحت ادبا مقدسا وعلى الاخص ملحمة الرامايانا وملحمة المهابهاراتا
اللتان كانتا تنشدان في المعابد والاماكن الاخرى من قبل الناس الذين كانوا
يستطيعون فهمهما، كما نجد الاعمال التي تركها المنجمون والاطباء والفنانون
في اللغة السنسكريتية، حتى التراث البوذي الذي يعد حركة ليبرالية معارضة
للبراهمانية المحافظة ، تطور في ادب اللغة السنسكريتية في الهند.
اما
القواعد التي صاغها بانيني Panini للغة السنسكريتية فقد اخذ في الحسبان
قواعد بدأت تدخل تدريجيا الى السنسكريتية وجاء بعده كاتيايانا وباتانجالي
واضافا لتلك القواعد او فسروها تفسيرا جديدا لتلائم التغييرات الحاصلة في
اللغة خلال العصور.
واستمرت فيما بعد الاضافات والتغييرات على القواعد
التي وضعها بانيني لنفس الغرض، ولكنهم لم يكتبوا ابدا قواعد لغة اخرى
جديدة ، وظلت اللغة السنسكريتية لغة الشعب في البلاد، وظلت هذه الحالة
مستمرة لغاية القرون الستة الماضية حين بدأت اللغة السنسكريتية تأخذ منحى
آخر في انتاج لغات جديدة في شكل نشير الى اهم تجلياته وهي اللغة الماراثية
واللغة الكوجراتية واللغة البنغالية ولغات هندية مختلفة اللهجات.
لقد
ارسى اسس اللغة السنسكريتية الناس المتعلمون، والكتاب، كما حدد علماء
اللغة والقواعد الملامح التي سار عليها الكتاب، خلال حقبة زمنية طويلة
بحيث أصبحت تلك الملامح أسسا عامة سائدة في اللغة، وبهذه الطريقة كان
النمو اللغوي والانتشار يضطرد، في الوقت الذي لم يكن فيه انقطاع عن الجذر
الاصلي.
ان الادب الفيدي وحده هو الذي عاش منذ العصور المبكرة حتى
اليوم ، ولكن هناك دلائل واثار تشير الى انه قبل بضعة الاف من السنين مضت
كان هناك ادب غني نجد صداه في النصوص الادبية الفيدية، ولابد وان كانت
هناك ملاحم ومدونات تاريخية، ومختلف انواع الادب الاخرى مثل الاناشيد
والاغاني والقصص الرومانسية، والاشعار العامية والخرافات، وكذلك العلوم
والفلسفة، ولابد من وجود علم القواعد والنقد الادبي، وعلم الفلك والطب.
لقد
ضاع التراث الذي يلي الادب الفيدي حتى العصر المسيحي ولم يحافظ على قصيدة
واحدة فيما بين حقبة الادب الفيدي وبداية العصر المسيحي رغم ان بانيني
الذي اشتغل على القواعد كان قد اعتمد على نصوص ادبية كثيرة، ولايمكن أن
تكون لقواعده هذه الاهمية لو لم تكن اعتمدت على أعمال مهمة يرد ذكر
مؤلفيها في ثنايا كتاباته، وكذلك من جاء بعده مثل باتنجالي، الذي يورد
عددا من المقاطع الشعرية التي لا بد وان تكون لقصائد جميلة، كما يتكلم عن
الدراما والعروض المسرحية. ومع ذلك فان ما يتوفر من أدب تلك الحقبة يعد
كنزا، ولابد أن يكون عدد الشعراء كبيرا لينتشر الشعر في أرجاء البلاد، وان
الناس يقدرون قيمة هذا الفن، ولكن الجيد فقط هو الذي استطاع أن يمر عبر
الغربال ...
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتبع ...
أية لغة قديمة منافسة اللغة السنسكريتية في تنوع آدابها والمساحة التي
شغلتها، وان الادب الاغريقي على سبيل المثال أو الادب اللاتيني، اذا اردنا
المقارنة، ليس سوى رف واحد في زاوية من مكتبة الادب السنسكريتي الذي يتكون
من عدة قاعات. ونظرا لاهمية اللغة السنسكريتية وعلاقتها باللغات الهندو
ايرانية مثل الكردية والفارسية، والهندو اوربية مثل الانجليزية
والالمانية، نقدم هذه الدراسة التي اعتمدنا فيها على مصادر عديدة من اهمها
دراسة الدكتور كونهان راج وترجمنا أهم ما ورد في دراسته المعنونة
السنسكريتية والصادرة عن المجلس الثقافي الهندي عام 1961م.
السنسكريتية
لغة تطورت خلال حقبة طويلة من السنين، نستطيع القول منذ بداية التاريخ
المعروف في الهند، وهي الفرع الشرقي لاسرة اللغات المعروفة بالارية، وتعرف
ايضا بالهندو – جرمانية، وكذلك الهندو- اوربية. وان هذه الاسرة اللغوية
انتشرت في جميع أرجاء اوربا وأجزاء من غرب آسيا.
وتؤلف اللغة
الكردية والفارسية والسنسكريتية، فرعا واحدا عرف بالاسرة الهندو –
ايرانية، وقد عرف الشكل المبكر للغة الفارسية بالافيستا، وسارت خلال
المراحل الفارسية القديمة التي كتبت بالمسمارية في البهلوية والفارسية
الحديثة ، وقد تغيرت اللغة كثيرا من شكلها المبكر الى شكلها الحالي. ان
الشكل المبكر للغة السنسكريتية يتمثل في كتب الفيدا، او نصوص كتب الفيدا،
وهي نصوص هندوسية مقدسة، اما المرحلة الثانية فهي السنسكريتية الكلاسيكية،
والتي استمرت حتى الوقت الحاضر كلغة حية، وانتشرت في ارجاء الهند .
من
بين كتب الفيدا، يعد كتاب الريغ فيدا الاقدم، أما كتب الـ(ياجور فيدا،
وبراهما ناس، واوبا نيسادس) فهي من عصور متأخرة. ولدينا كتاب اتارفيدا وهو
اقرب الى الريغ فيدا في الزمن من كتب الفيدا الاخرى.
ليس من الصعب
تعيين زمن كتب الفيدا، وان العصر المقبول لاول كتب الفيدا هو حوالي 1500
عام قبل الميلاد، وان هذا الرأي مبني على أسس لغوية وعلى علاقة وثيقة
بكتاب الافستا الذي لايمكن ان يكون اقدم من الف عام قبل الميلاد.
ان
الاريين الذين طوروا السنسكريتية في الهند، من المفترض ان يكونوا قد
هاجروا الى البلاد بالاساس من الشمال الغربي للهند، واستنادا الى الحقائق
الانتربولوجية فان الاريين لايمكن ان يكونوا قدموا الهند قبل عام 2000قبل
الميلاد.
كما توجد اواصر تاريخية بين كتب الفيدا والاثار والعاديات في
وادي السند، التي اتت من ذلك العصر والتي تدل على ان الفيدا جاء بعد تلك
الحضارة .
لكن مضامين ما جاء في كتب الفيدا لاتلقي الضوء على قدوم
الاريين الى الهند من الخارج، ولاتوجد أية دلالات في الفيدا على موطن سابق
ولا أية معلومات عن الهجرة في نصوص الفيدا، ومن ناحية أخرى فان المناخ
العام للادب يتفق مع قوم استقروا في البلاد منذ وقت طويل، وطوروا معتقدات
دينية لهم، وفلسفة، ونظام مؤسسات اجتماعية، ومؤسسات سياسية، بحيث كانت لهم
مهرجاناتهم واحتفالاتهم، والعابهم الرياضية.
بالاضافة الى ذلك استطاع
بعض العلماء الكشف عن طرق لدراسة علم الفلك في النصوص الفيدية التي تعود
بجذورها الى حقبة الالف الرابع قبل الميلاد، ومثل هذه الحقائق كانت قد
عرفت لحقبة تعود الى تاريخ مبكر، حوالي الالف العاشر قبل الميلاد.
وان
النصوص المتوفرة لدينا من الفيدية تعود الى حوالي الالف الخامس قبل
الميلاد، ولكن استنادا لمثل هذه الحسابات يجب أن تعود الى حضارة أقدم منها
بما لايقل عن خمسة الاف عام، وان أغلب العلماء لا يعيرون اهتماما كبيرا
لمثل هذه الحقائق الفلكية بسبب ان الفلكيين في تلك الحقب التاريخية لم
يكونوا دقيقين .
يذهب البعض الى ان السنسكريتية من بين اولى اللغات في
العالم التي ابدعت الادب، ويذهب معظم الباحثين الى ان السنسكريتية هي اولى
اللغات الارية التي طورت آدابها، وانها اللغة الوحيدة من بين لغات العالم
التي طورت ادابها منذ عصور ما قبل الميلاد، وما زالت الى اليوم لغة حية،
اما لغات مصر ووادي الرافدين، وآسيا الصغرى، وسوريا وقرطاج فهي لغات في
بطون التاريخ. اما الصينية واليونانية اللتان كانتا في الماضي فقد تغيرتا
كثيرا والناس لايستطيعون فهمهما اليوم, بينما السنسكريتية، استمرت هي
نفسها خلال الاف السنين.
وان الشخص الذي درس وتعلم السنسكريتية الحديثة
يستطيع قراءة وفهم نصوص الفيدا جيدا، وكذلك يستطيع قراءة وفهم النصوص
القديمة من الفيدا، فالنصوص الفيدية الحديثة قريبة ومشابهة جدا للنصوص
القديمة ونستطيع القول ان النصوص الفيدية القديمة لاتختلف كثيرا عن النصوص
الحديثة مثلما لاتختلف كثيرا نصوص الشاعر البريطاني جوسر عن النصوص
الانجليزية الحديثة .
ومايسمى بالسنسكريتية الكلاسيكية فان لها
اختلافات بسيطة مع السنسكريتية القديمة بحيث يمكن اهمالها، وانها مستمرة
كما هي منذ العصر الفيدي، اي منذ حوالي 600 عام قبل الميلاد حتى الوقت
الحاضر.
علما اننا لانستطيع القول ان الناس كانوا يتكلمون نفس اللغة
منذ ذلك التاريخ حتى اليوم. ففي جميع العصور مثلما في جميع البلدان، لا بد
ان تكون هناك مستويات مختلفة في استخدام اللغة بين مختلف طبقات المجتمع،
فالناس في الطبقات العليا في المجتمع يتحدثون ما يسمى اللغة الصحيحة
والنقية، وفي الطبقات الدنيا يتحدثون باختلاف كبير عن الطبقة العليا، ولا
شك ان اللغة التي نراها اليوم في النصوص الفيدية هي لغة الطبقة المتعلمة،
لغة الادب، وان اللغة التي نراها في الادب الفيدي هي لغة الطبقة العليا,
ولاشك ان هناك ايضا لغة لعامة الناس، والتي تختلف عن نصوص لغة الفيدا, وان
بعض الاختلاف في اللغة الادبية للعصر الحالي هو بسبب دخول وتبني بعض لغة
العامة، وقد اكتشف الباحثون اللغويون عدة ملامح من لغة العامة في العصور
المتأخرة في النصوص الفيدية.
ان مانسميه السنسكريتية الكلاسيكية هي الشكل المبسط للغة الفيدية، وهي التي استمرت حية حتى الوقت الحاضر، وما زالت تزدهر .
خلال
مختلف العصور من تاريخ الهند حتى نهاية الالف الاول الميلادي ظلت اللغة
السنسكريتية لغة البلاد والناس، وكانت لغة العامة صورة من تلك اللغة، ولم
يطور الناس لغة خاصة بهم، وان المتعلمين كانوا يتكلمون لغة العامة ايضا في
بيوتهم، لغة يتكلمون فيها في البيت واخرى للنشاطات والفعاليات الحضارية
العليا – المتطورة- ومثل هذا الاختلاف بين لغة العامة واللغة المستخدمة في
النشاطات الثقافية والادبية – النشاطات العليا- موجودة في جميع لغات
العالم، فاعضاء البرلمان لايتحدثون في البيت مثلما يتحدثون في البرلمان.
تطورت
لغة العامة واصبحت تسمى براكريت Prakrit ولم تكن هذه اللغة غريبة عن
السنسكريتية، وانما نستطيع القول ان الناس جميعا كانوا يتكلمونها
ويتفاهمون بها وان السنسكريتية كانت تستخدم في الادب والثقافة وهي مفهومة
ايضا من الجميع ويرى البعض ان السنسكريتية كانت لغة نخبة من المثقفين
والارستقراطيين، وان الناس يتكلمون ويفهمون لغة اخرى هي البراكريت ، بينما
يرى نفر آخر من الباحثين ان السنسكريتية تلاشت حين ازدهرت البراكريت، وفي
مراحل لاحقة كانت للسنسكريتية نهضة ازدهرت فيها خلال انبعاث البراهمانية ،
وان الادب الشعري في الهند بدأ في اللغة البراكراتية بما فيها الملاحم
الميثولوجية الطويلة، والقصص والاشكال الادبية الاخرى والى الحد الذي يرون
فيه ان السنسكريتية الكلاسيكية هي نسخة سنسكريتية من الاصل البراكريتي
نشأت في عصر انبعاث البراهمانية.
والحقيقة لم تكن هناك ابدا حقبة تلاشت
فيها السنسكريتية، وهي التي كانت لغة الناس، ولم يكن ادب النخبة المثقفة
والارستقراطية فقط هوالذي تطور في السنسكريتية، بل ان الادب الهندي باجمعه
تطور فيها وليس في أية لغة اخرى في الهند.
وشاعت الملحمة الميثولوجية
التي اصبحت ادبا مقدسا وعلى الاخص ملحمة الرامايانا وملحمة المهابهاراتا
اللتان كانتا تنشدان في المعابد والاماكن الاخرى من قبل الناس الذين كانوا
يستطيعون فهمهما، كما نجد الاعمال التي تركها المنجمون والاطباء والفنانون
في اللغة السنسكريتية، حتى التراث البوذي الذي يعد حركة ليبرالية معارضة
للبراهمانية المحافظة ، تطور في ادب اللغة السنسكريتية في الهند.
اما
القواعد التي صاغها بانيني Panini للغة السنسكريتية فقد اخذ في الحسبان
قواعد بدأت تدخل تدريجيا الى السنسكريتية وجاء بعده كاتيايانا وباتانجالي
واضافا لتلك القواعد او فسروها تفسيرا جديدا لتلائم التغييرات الحاصلة في
اللغة خلال العصور.
واستمرت فيما بعد الاضافات والتغييرات على القواعد
التي وضعها بانيني لنفس الغرض، ولكنهم لم يكتبوا ابدا قواعد لغة اخرى
جديدة ، وظلت اللغة السنسكريتية لغة الشعب في البلاد، وظلت هذه الحالة
مستمرة لغاية القرون الستة الماضية حين بدأت اللغة السنسكريتية تأخذ منحى
آخر في انتاج لغات جديدة في شكل نشير الى اهم تجلياته وهي اللغة الماراثية
واللغة الكوجراتية واللغة البنغالية ولغات هندية مختلفة اللهجات.
لقد
ارسى اسس اللغة السنسكريتية الناس المتعلمون، والكتاب، كما حدد علماء
اللغة والقواعد الملامح التي سار عليها الكتاب، خلال حقبة زمنية طويلة
بحيث أصبحت تلك الملامح أسسا عامة سائدة في اللغة، وبهذه الطريقة كان
النمو اللغوي والانتشار يضطرد، في الوقت الذي لم يكن فيه انقطاع عن الجذر
الاصلي.
ان الادب الفيدي وحده هو الذي عاش منذ العصور المبكرة حتى
اليوم ، ولكن هناك دلائل واثار تشير الى انه قبل بضعة الاف من السنين مضت
كان هناك ادب غني نجد صداه في النصوص الادبية الفيدية، ولابد وان كانت
هناك ملاحم ومدونات تاريخية، ومختلف انواع الادب الاخرى مثل الاناشيد
والاغاني والقصص الرومانسية، والاشعار العامية والخرافات، وكذلك العلوم
والفلسفة، ولابد من وجود علم القواعد والنقد الادبي، وعلم الفلك والطب.
لقد
ضاع التراث الذي يلي الادب الفيدي حتى العصر المسيحي ولم يحافظ على قصيدة
واحدة فيما بين حقبة الادب الفيدي وبداية العصر المسيحي رغم ان بانيني
الذي اشتغل على القواعد كان قد اعتمد على نصوص ادبية كثيرة، ولايمكن أن
تكون لقواعده هذه الاهمية لو لم تكن اعتمدت على أعمال مهمة يرد ذكر
مؤلفيها في ثنايا كتاباته، وكذلك من جاء بعده مثل باتنجالي، الذي يورد
عددا من المقاطع الشعرية التي لا بد وان تكون لقصائد جميلة، كما يتكلم عن
الدراما والعروض المسرحية. ومع ذلك فان ما يتوفر من أدب تلك الحقبة يعد
كنزا، ولابد أن يكون عدد الشعراء كبيرا لينتشر الشعر في أرجاء البلاد، وان
الناس يقدرون قيمة هذا الفن، ولكن الجيد فقط هو الذي استطاع أن يمر عبر
الغربال ...
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتبع ...
mantboha- مراقب عام
- عدد المساهمات : 682
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 15/07/2009
العمر : 35
الموقع : بلا موقع مزلت انكوس ..
رد: السنسكريتية
إن تفسير شعائر الفيدا والاعمال التي تتمحور حول الدين وتحيا
في المعابد مع أشكال الالهة، والادب والتعبد، وانواع الثقافة الاخرى،
القانون والطب والفلك والفلسفة وغيرها هي الحقول الرئيسة للثقافة التي كان
الكتاب ينشطون فيها، والنصوص المتوفرة بالالاف.
وهناك أعمال أدبية في
مختلف الفنون مثل الموسيقى، الرقص، النحت والعمارة، تحضير النبيذ وانواع
اخرى من المسكرات، الحلي والزينة، الزراعة في مختلف انواعها والري، العلوم
الجنسية، بل حتى مواضيع مثل السرقة والسطو.لا أحد مُنع من حمل عقيدة أو
حُرم من التعبير عن معتقداته وآرائه، ولم يكن هناك دين، كنيسة أو سلطة
قساوسة لتخنق النشاط الثقافي للناس ، وفي الفلسفة والعلوم العامة، لم تكن
هناك نظرية أو قضية محرمة من قبل الحكومة او الكنيسة، يستطيع الفيلسوف أن
يناقش مسألة وجود الخالق (الاله)، والكاتب في علم الجنس يستطيع وصف
العملية الجنسية واوضاعها، والتي كانت ممنوعة في البلدان والثقافات الاخرى
بموجب السلطات الدينية .
ان في الهند فقط، مع ديانة تعود جذورها الى
الفيدية، كانت هناك حرية ثفافية كبيرة ممنوحة للاشخاص، رب الكحول، واكل
اللحم، يوصف بحرية في العلوم الطبية، ويذكر كاتب في مؤلف طبي ان الكحول
تكون مؤذية فقط بسبب عدم معرفة الشخص شرب الكحول بطريقة مناسبة، ويخصص
فصلا كاملا للطريقة الصحيحة لشرب الكحول.
نعم كانت هناك قواعد ومحرمات
دينية ولكنها محدودة فقط بهؤلاء الذين يرغبون في الحصول على ثمرة الحياة
الدينية، ولم يرهبوا الناس الذين يريدون العيش على هواهم حياة عادية، او
حياة مدنية حرة.
لذلك ليس عجيبا ولا غريبا ان هؤلاء الناس الذين صنعوا
او طوروا مثل تلك الحضارة والذين ابدعوا مثل ذلك الادب ومثل تلك اللغة،
اصبحوا مركزا يشع منه نور الحكمة لينتشر على جميع الشعوب المحيطة بهم في
العالم القديم.
ان الادب الفيدي كان معروفا لشعوب آسيا الصغرى ،
واسماء معينة في سوريا تكشف تأثير السنسكريتية. كما ان الهند كانت معروفة
للاغريق. و كانت بلاد فارس ترنو لحكمة الهند، ويذكر الفردوسي ان ملكا من
ملوك فارس ذهب الى الهند ليستشيرهم في علاج عاهته .
وكان ملوك فارس
خلال الالف الاول قبل الميلاد على علاقة ودية مع ملوك الهند ، وقد ترجمت
الاداب السنسكريتية بحرية تامة الى اللغة البهلوية ، ثم الى الفارسية. كما
قدِم الصينيون الى الهند طلبا للحكمة، و الفلسفة – الديانة – البوذية.
وقد ترجمت الاداب السنسكريتية الى التبتية والصينية، واصبحت السنسكريتية لغة قومية كلاسيكية في كومبوديا والجزر الاندونيسية.
بهذه
الطريقة عرفت السنسكريتية منذ عصور مبكرة بانها لغة العالم، اضافة الى
كونها لغة الشعوب الهندية، حتى اليوم هي لغة العالم، فمن بين اللغات
الكلاسيكية القادمة من الماضي، لاتوجد لغة منتشرة في العالم في الوقت
الحاضر تحتل مكانتها الهامة في مختلف الجامعات، في العديد من البلدان
والمراكز الاكاديمية ، مثلما هي عليه السنسكريتية.
طورت السنسكريتية
معجمها اللغوي (مفرداتها، وكلماتها وتعابيرها) من خلال تبنيها الكلمات من
اللغات الاجنبية الاخرى، وعلاقة الحياة هي السعة والتبني والهضم والنمو.
وجميع هذه الصفات نجدها في نصوص الفيدا السنسكريتية، ولابد وان تكون
العديد من الكلمات في الفيدا كلمات غريبة ، تبنتها الفيدية، وقد اسهمت
اللغة الدرافيدية اسهاما كبيرا في العطاء اللغوي للسنسكريتية. كما اسهمت
اللغة الاغريقية واللغة الفارسية في اغنائها ايضا، وعلى سبيل المثال فان
كلمة مترا في الفيدية لها مقابلها في الافستا وهي ميثرا وفي اللغة
البهلوية اصبحت ميهرا وعادت الى السنسكريتية بهذه اللفظة – ميهرا – وتعني
الشمس. وفي العصر الحديث جاءت كلمة مثل باداساهي من الفارسية الى الهندية
وهي في الفارسية بادشاه، وهذا يبين لنا النظرة العالمية للشعب الذي طور
اللغة والادب.
ان السنسكريتية التي عاشت قرونا طويلة ، منذ العصر
الفيدي حتى العصر الحديث، استمرت دون ان تحصل لها تغيرات كبيرة، وهذه
الحقيقة تنطبق على الالفاظ التي لم تتغير كثيرا، فقد كان الشعب الفيدي
مهتما بالنحو، فدرسوا وحللوا الاصوات في اللغة وصنفوها ورتبوها وعرفوها
استنادا الى طبيعتها، وقد كان علم الاصوات (الفونتيك) أحد العلوم المتطورة
في الهند، وقد طوروا هذا العلم الى درجة لم يصلها أي شعب من شعوب العالم
القديم.
لقد فهموا وعرفوا ان اللغة نظام صوتي ينقل الافكار، وفي هذا
النظام نقاء الصوت له أهمية كبيرة، فليس كافيا ان تنقل الافكار بطريقة أو
باخرى بل يجب أن تنقل باصوات ملائمة، لذلك منحوا أهمية خاصة للاصوات
والهجاء واللفظ، بما فيها النبر والتنغيم – الترتيل – والتنقيط.
وكان
لديهم برنامج منتظم لنقل الاصوات من جيل الى جيل من خلال تعليم شفهي
للنصوص، وهذا البرنامج كان واسع الانتشار في البلاد، ومتغلغلا بين مختلف
طبقات المجتمع، ولذلك حافظت اللغة السنسكريتية على نفس الاصوات على مر
القرون، فاذا سمع أبناء العصر الفيدي قراءتنا لنصوص الفيدا سيفهمونها،
واذا سمعنا قراءتهم فسنفهمها ايضا، لان التغييرات التي طرأت قليلة جدا.
وعلى سبيل المثال فان كلمة ديفا كانت تلفظ ديفان.
وتميزت السنسكريتية
بالتعامل مع الاصوات الصافية الصعبة، فجعلتها اكثر طراوة وليونة وسهولة
وذلك باضافة مقاطع صامتة لها، او اضافة مقاطع صوتية صامتة اليها لتكون
سهلة النطق، وكانت في السنسكريتية طرق موسيقية للحفاظ على اللحن والنغم في
الكلام، كي تكون اللغة جميلة الوقع على الاذن. واخيرا نستطيع القول ان
اللغة السنسكريتية هي اللغة الفريدة بين لغات الدنيا....
...مع تحياتي / منت بوهاااا
في المعابد مع أشكال الالهة، والادب والتعبد، وانواع الثقافة الاخرى،
القانون والطب والفلك والفلسفة وغيرها هي الحقول الرئيسة للثقافة التي كان
الكتاب ينشطون فيها، والنصوص المتوفرة بالالاف.
وهناك أعمال أدبية في
مختلف الفنون مثل الموسيقى، الرقص، النحت والعمارة، تحضير النبيذ وانواع
اخرى من المسكرات، الحلي والزينة، الزراعة في مختلف انواعها والري، العلوم
الجنسية، بل حتى مواضيع مثل السرقة والسطو.لا أحد مُنع من حمل عقيدة أو
حُرم من التعبير عن معتقداته وآرائه، ولم يكن هناك دين، كنيسة أو سلطة
قساوسة لتخنق النشاط الثقافي للناس ، وفي الفلسفة والعلوم العامة، لم تكن
هناك نظرية أو قضية محرمة من قبل الحكومة او الكنيسة، يستطيع الفيلسوف أن
يناقش مسألة وجود الخالق (الاله)، والكاتب في علم الجنس يستطيع وصف
العملية الجنسية واوضاعها، والتي كانت ممنوعة في البلدان والثقافات الاخرى
بموجب السلطات الدينية .
ان في الهند فقط، مع ديانة تعود جذورها الى
الفيدية، كانت هناك حرية ثفافية كبيرة ممنوحة للاشخاص، رب الكحول، واكل
اللحم، يوصف بحرية في العلوم الطبية، ويذكر كاتب في مؤلف طبي ان الكحول
تكون مؤذية فقط بسبب عدم معرفة الشخص شرب الكحول بطريقة مناسبة، ويخصص
فصلا كاملا للطريقة الصحيحة لشرب الكحول.
نعم كانت هناك قواعد ومحرمات
دينية ولكنها محدودة فقط بهؤلاء الذين يرغبون في الحصول على ثمرة الحياة
الدينية، ولم يرهبوا الناس الذين يريدون العيش على هواهم حياة عادية، او
حياة مدنية حرة.
لذلك ليس عجيبا ولا غريبا ان هؤلاء الناس الذين صنعوا
او طوروا مثل تلك الحضارة والذين ابدعوا مثل ذلك الادب ومثل تلك اللغة،
اصبحوا مركزا يشع منه نور الحكمة لينتشر على جميع الشعوب المحيطة بهم في
العالم القديم.
ان الادب الفيدي كان معروفا لشعوب آسيا الصغرى ،
واسماء معينة في سوريا تكشف تأثير السنسكريتية. كما ان الهند كانت معروفة
للاغريق. و كانت بلاد فارس ترنو لحكمة الهند، ويذكر الفردوسي ان ملكا من
ملوك فارس ذهب الى الهند ليستشيرهم في علاج عاهته .
وكان ملوك فارس
خلال الالف الاول قبل الميلاد على علاقة ودية مع ملوك الهند ، وقد ترجمت
الاداب السنسكريتية بحرية تامة الى اللغة البهلوية ، ثم الى الفارسية. كما
قدِم الصينيون الى الهند طلبا للحكمة، و الفلسفة – الديانة – البوذية.
وقد ترجمت الاداب السنسكريتية الى التبتية والصينية، واصبحت السنسكريتية لغة قومية كلاسيكية في كومبوديا والجزر الاندونيسية.
بهذه
الطريقة عرفت السنسكريتية منذ عصور مبكرة بانها لغة العالم، اضافة الى
كونها لغة الشعوب الهندية، حتى اليوم هي لغة العالم، فمن بين اللغات
الكلاسيكية القادمة من الماضي، لاتوجد لغة منتشرة في العالم في الوقت
الحاضر تحتل مكانتها الهامة في مختلف الجامعات، في العديد من البلدان
والمراكز الاكاديمية ، مثلما هي عليه السنسكريتية.
طورت السنسكريتية
معجمها اللغوي (مفرداتها، وكلماتها وتعابيرها) من خلال تبنيها الكلمات من
اللغات الاجنبية الاخرى، وعلاقة الحياة هي السعة والتبني والهضم والنمو.
وجميع هذه الصفات نجدها في نصوص الفيدا السنسكريتية، ولابد وان تكون
العديد من الكلمات في الفيدا كلمات غريبة ، تبنتها الفيدية، وقد اسهمت
اللغة الدرافيدية اسهاما كبيرا في العطاء اللغوي للسنسكريتية. كما اسهمت
اللغة الاغريقية واللغة الفارسية في اغنائها ايضا، وعلى سبيل المثال فان
كلمة مترا في الفيدية لها مقابلها في الافستا وهي ميثرا وفي اللغة
البهلوية اصبحت ميهرا وعادت الى السنسكريتية بهذه اللفظة – ميهرا – وتعني
الشمس. وفي العصر الحديث جاءت كلمة مثل باداساهي من الفارسية الى الهندية
وهي في الفارسية بادشاه، وهذا يبين لنا النظرة العالمية للشعب الذي طور
اللغة والادب.
ان السنسكريتية التي عاشت قرونا طويلة ، منذ العصر
الفيدي حتى العصر الحديث، استمرت دون ان تحصل لها تغيرات كبيرة، وهذه
الحقيقة تنطبق على الالفاظ التي لم تتغير كثيرا، فقد كان الشعب الفيدي
مهتما بالنحو، فدرسوا وحللوا الاصوات في اللغة وصنفوها ورتبوها وعرفوها
استنادا الى طبيعتها، وقد كان علم الاصوات (الفونتيك) أحد العلوم المتطورة
في الهند، وقد طوروا هذا العلم الى درجة لم يصلها أي شعب من شعوب العالم
القديم.
لقد فهموا وعرفوا ان اللغة نظام صوتي ينقل الافكار، وفي هذا
النظام نقاء الصوت له أهمية كبيرة، فليس كافيا ان تنقل الافكار بطريقة أو
باخرى بل يجب أن تنقل باصوات ملائمة، لذلك منحوا أهمية خاصة للاصوات
والهجاء واللفظ، بما فيها النبر والتنغيم – الترتيل – والتنقيط.
وكان
لديهم برنامج منتظم لنقل الاصوات من جيل الى جيل من خلال تعليم شفهي
للنصوص، وهذا البرنامج كان واسع الانتشار في البلاد، ومتغلغلا بين مختلف
طبقات المجتمع، ولذلك حافظت اللغة السنسكريتية على نفس الاصوات على مر
القرون، فاذا سمع أبناء العصر الفيدي قراءتنا لنصوص الفيدا سيفهمونها،
واذا سمعنا قراءتهم فسنفهمها ايضا، لان التغييرات التي طرأت قليلة جدا.
وعلى سبيل المثال فان كلمة ديفا كانت تلفظ ديفان.
وتميزت السنسكريتية
بالتعامل مع الاصوات الصافية الصعبة، فجعلتها اكثر طراوة وليونة وسهولة
وذلك باضافة مقاطع صامتة لها، او اضافة مقاطع صوتية صامتة اليها لتكون
سهلة النطق، وكانت في السنسكريتية طرق موسيقية للحفاظ على اللحن والنغم في
الكلام، كي تكون اللغة جميلة الوقع على الاذن. واخيرا نستطيع القول ان
اللغة السنسكريتية هي اللغة الفريدة بين لغات الدنيا....
...مع تحياتي / منت بوهاااا
mantboha- مراقب عام
- عدد المساهمات : 682
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 15/07/2009
العمر : 35
الموقع : بلا موقع مزلت انكوس ..
رد: السنسكريتية
موضوع رائع بارك الله فيك لكن يجب محاولة الحديث عن مواضيع جديدة وماأكثرها حتى تكن كل مساهمة تشكل بالفعل موضوع جيد حتى فى الإسم أوان يكون الرد تعليق على الموضوع السابق با لتحليل والتوضيح بما يعبر عن فهم العضو الذى يعلق لمساهمة زميله الذى سبقه وبهذ يكون فعلا تفاعل مع المضوع الذى يعتبر طرحه فيى المنتد ى لسبب واحد هو التدارس وأخذ علم به بين جميع الأعضاء للفائدة لاأن يكون كل عضو يكرر نفس المواضيع التي سبق أن تطرق اليها هونفسه أوغيره وبهذا يكون التعليق على المساهمات بالفعل ليس لمجد ر التعليق فقط بل لتعبير العضو المعلق أنه فهم الموضوع الذى أمامه وذالك سيتضح من تعليقه ويكن بالفعل شجع زميله أو خلق حلقة نقاش وعلى كل شكرا على المرور والتفاعل أى كانت طريقته فكما يقال أن تأتي متأخرا أحسن من أن لا تأتي تقبلوا تحياتى وخالص احترامي وتقديرى ولاتنسو أنه محض رأى يحتمل الصواب و الخطأ تحياتي
التيدوم- المدير التوجيهي
- عدد المساهمات : 843
نقاط : 3401
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يوليو 08, 2024 4:31 am من طرف دورات
» المراجعة المالية والإدارية لضمان سلامة الأداء المالي والإداري||دورت تدريبية
الإثنين يوليو 08, 2024 3:55 am من طرف دورات
» دورة الأساليب الحديثة لتنشيط العملية التسويقيه وزيادة المبيعات دورات التسويق
الجمعة مارس 15, 2024 5:34 am من طرف دورات
» دورات تدريبية|دورة التخطيط الاستراتيجي للتسويق
الخميس مارس 14, 2024 4:33 am من طرف دورات
» دورة السيطرة على التلوث البحري بالبترول|| metc
الثلاثاء مارس 12, 2024 5:41 am من طرف دورات
» دوره تنفيذ وإداره حلول سيسكو-CCNA/القاهره 2024
الأربعاء مارس 06, 2024 1:28 pm من طرف المتخصص للتدريب
» دوره تنمية المهارات الإدارية والاشرافية لرؤساء الاقسام/الخبر-القاهره 2024
الثلاثاء فبراير 20, 2024 6:11 pm من طرف المتخصص للتدريب
» دورات المشتريات والمخازن واللوجستيك 2024
السبت فبراير 17, 2024 5:02 am من طرف دورات
» دورات التدقيق|دورة تقنيات المراجعة والتدقيق الداخلي لضمان سلامة الاداء المالي
الخميس فبراير 15, 2024 3:52 am من طرف دورات