الصحراء الغربية .. العمق أم العائق

شكرا لك أستاذي على الموضوع الشائك و الهام لما يتوقف
عليه من مستقبل شعوب قد لا تكون الشعب الصحراوي فقط
بل تمتد لشعوب المنطقة ككل.
فمتى سيعي قادتنا أن التأجيل و المماطلة لا تعد حلا بقدر ما
هي تأزيم للقضية و تعميق للهوة بين شعوب المنطقة و ترك
المجال للقضية لأن تتطور للأسوء؟
متى سنكتفي من خداع أنفسنا و نقتنع بأن العصر قد تغير
و لم يعد مناسبا لقهر الشعوب و تجاهلها ؟
إن من يصدق مع نفسه في طلبه للإزدهار لا بد أن يلتفت
لاستقرار بلده أولا فأول معايير الإزهار و سيدها هو استقرارها
و تلاحم شعبها العفوي و ليس القسري و إن كان التلاحم القسري
هو استعارة لما لا وجود له أصلا و مع ذلك يصدق القادة المعنيون
وجوده أو يوهمون انفسهم بذلك .
قد يتذرع المغرب بما انفقه على الصحراء من مال و يستكثره
للتنازل عنه لأصحاب الأرض و لكن هنا سأطرح عدة أسئلة أرجو
أن أجد لها جوابا شافيا.
هل منا من يمكنه التكهن بحجم خسائرنا جميعا لو استمرت الحال كما هي ؟
هل وضعك او إنفاقك لمالك فيما لا تمتلك يعطيك الحق في تملكه من باب المنطق؟
هل يمكن للقادم من أي مكان في العالم أن يتشابه أو تتداخل لديه ملامح الشعب الصحراوي
و المغربي ؟
هل نتصور التغريب و التغذيب و التنكيل وسيلة ناجعة لخلق شعوب فاعلة دون أن
تمتلك إحساسا يدفعها للتفكير في مصيرها الختامي الحتمي؟
هل سيظل الطرف الذي نحاربه او نستغله مستسلما بلا حراك ؟
إن الشعب الصحراوي مهما تحايلنل على انفسنا لن ينصهر في الشعوب الأخرى
مهما فعلنا و مظاهره دليل على ذلك فضلا عن مقاومته المستمرة داخليا و خارجيا
إذا فإن المماطلة هي تطويل في عمر القضية دون مقابل و لا يخدم أي مصلحة
إذا لنكون واقعيين و ننهي المسألة التي لابد أن تنتهي في يوم من الأيام شئنا أم
أبينا و تعطيل الشعب الصحراوي عن مصيره هو فعلا تعطيل لشعوب المغرب العربي
و ليس إنماءا له هذه هي خلاصة القول
و تقبلوا تحياتي