كراكر الحب 3

من طرف nourdine الأربعاء يوليو 29, 2009 6:06 am

تقول الخلطة التي تعارض نظرية ( الحب كركارة القرن ) ان الإنسان لم يعرف حتى الآن شعور يوازي ذلك الذي يحسه من مرمده الحب ودخله قشابة بلا ركَبة .. وان الحب هو مجموعة كلاكع وخرامز تمنح السعادة للبشرية ... وعلى الرغم من أن هذه المزاعم قد تم تفنيدها بالدليل العلمي من طرف الكثير من العلماء في بحوثهم وخاصة البروفسير الموزنبيقي ( سيكو سيس ) الذي أثبت ان الحب يحرق أفيزيبلات( افيوزات ) المخ الوسطى فينبعث دخان عبر الشرايين يستنشقه القلب فتحدث له رجفة يحسبها المحب احساس رائع ... وقال البروفسير ان هذا الإنحراق قد يتطور عند البعض فيصاب بشلل المعيز أو الكساح الديكي او في بعض الحالات أهل لخلا ..
أم الكراكر
" الريح قد تخدمك عندما تعصف بملحفة قرسة سيقانها من التبر لحمر , لكن بالتأكيد لن تخدمك اكثر , لأنها لم تقتلع داية كوراه التي ارتطم بها رأسك بسبب تخراصك لسيقان القرسة .."
بورصة كرفور مدريد .. كرسالة غرامية لمراهق ,( طشة من مجلة وكلمة من مسلسل , وبيت من الشعر الرديئ .. ) , تناثرت السيارات فيها ( من كل بستان وردة ) , آدخاخين أمسديين من موتور كهلة مرسديسات يحاول مشتر ان يسبر أغوارها , وسيارة ثانية لم يفلح محصر من باتريات في ادارة محركها , وثالثة مرت باصقة غبارا كثيفا على رواد البورصة , وهي تجر وراءها كَرياج خيمة مجاورة ..
هواء حار مصحوب ببعض الغبار ورائحة تشبه رائحة الدهان , لفحت وجهه وهو ينزل من سلم الطائرة , اضواء المطار صفراء اصابها الهزال , والخلق أدخن وأمصدي , وكأن مطر من صدوة الحديد قد نزل للتو على العاصمة , سحب نفسا عميقا بشيئ من النشوة وهو يناول موظفة المطار جواز سفره , نظرت اليه بوجه عبوس وحاجب مرفوع , ثم ناولته الجواز ونظرت للمسافر الذي يليه , حك رأسه وجر فاليزه وهو يحس بشيئ من الحسرة , ولا كلمة ترحيب واحدة من الموظفة , ولا حتى ابتسامة , وكأن القادمين سبب طلاق ابوها من امها .. انهى الحوار مع نفسه بسرعة وهو يتفرس في الوجوه المستقبلة ..
مازال انواكشوط كما تركه منذ خمس سنوات , أدخن وأمغبر , رغم ان القمامة ابتلعت الكثير من احياء العاصمة الا انه مزال كما هو ..
لا أستطيع العيش من دون سيارة , قالها وهو يلوح بيده بشكل قاطع لأمه .. فشلت كل محاولات الكهلة في ثنيه عن شراء سيارة , كانت تود لو أن الطرنيشة التي حصلها من العمل في السعودية اشترى بها نيمرو من أتراب وسيسه حتى يعود بعد ذلك ليغطيه , لكنها تدرك أن رأسه أكَسى من معرظ ..
بدل كل ما معه من الريال في مرصة كبتال , وحمل زازواية فيها مليون وخمسمائة الف اوقية , ويمم وجهه شطر البورصة , .
جال في البورصة حتى تورمت قدماه وتغبرت سيقانه , وأكثر ما أتعبه هو الزازواية التي مكمص عليها كلتا يديه , وصل لطرف البرصة والشمس اوشكت على المغيب , قال في نفسه ان لم اجد شيئ هنا اذهب حتى الصباح , والعجلة من الشيطان .
كان يعتبر ان الحب من النظرة الأولى شيئ يدخله الانسان على رأسه , ولا يصدق أن عاقل يلحكَ من لعكَيبة والنسخ أن يجد عليه ذلك النوع من المخاميات .. أحس بأحبال من لعصب قوية تشده للنظر إليها , وشيئ لا يستطيع تفسيره تشعبط مع كيانه وبدأ يخرمز في شغاف قلبه , ورعشة خفيفة تسري في جسده .. ماهذا الجمال .. كيف استطاعت كل هذه الأشياء الفائقة الروعة ان تكون في انسان واحد .. اقترب من السيارة التي تقف بجانبها وهو يبتسم بشكل لا ارادي .. سلم عليها , رمقته بنظرة غير المبالي ثم ردت عليه السلام , محمح , وهم أن يسألها لكن صمصارا قريب كان اسرع منه وسأله .."اتفضل قول حاجتك " تنهد ونظر الى الحسناء وقال بشيئ من أديمين " حاجتي ماهي متخطيتكم زاد .." نظرت الى قدميه وصعدت بنظرها حتى وصلت الى رأسه بازدراء, ثم التفتت للصمصار وبادرته قائلة " إلا عدت إلي مانك بايعلي السيارة لاهي نمشي بيها عنك , ألها عندك شهرين ما أنسامت .. " .
شوف هي سيارة فيها عدة ميزات , أهمهم وأولهم أنها أحديدها متيسر ولا توكل اصانص وفيها مكيف ماني لاهي نخدعك ذو أنهارات كنت أنبرد فيه لحم الخلطة الين أنكَطع عنهم الظو .. كان الصمصار يعدد ميزات السيارة الجاثمة أمامه بينما هو يشرب بعينيه من رحيق جمال غير مألوف زاده ابتسامة مرسومة بشكل يسكر العقل ..
اتفقا على السعر ومن حسن حظه ان نقوده معه لتحس الصيدة أنه من النوع العملي , مع انه اعتبر ان السيارة غالية نوعا ما إلا انه حمد الله ان بقت معه خمسين الف اوقية والأهم من السيارة والخمسين الف معرفتها هي ,
ذهبت الحسناء لأن الظلمة بدأت وعندها الكثير من المشاغل وأكدت له انهم سيلتقيان صباحا للبيعة , وبقي هو والصمصار وغسال الوتات يبوسون السيارة جيئة وذهابا , انحش كَاشوشه وتوقفت نفسه , لكن الصمصار لم يتركه للحظة يفقد معنوياته فكان عند كل بوسة يقسم ان الموتور سيدور ..
سدى عمود من الدخان اسود واهتزت السيارة اهتزا زات عنيفة بعد أن دار المحرك أخيرا بفضل تاكسي جرتهم , أكد له الصمصار ان الدخان الكثيف مسألته بسيطة فزيت المحرك مضى عليه شهر وهو بارد ولكن ما إن يسخن المحرك حتى يرى بعينيه محركا اخر ..
بوسو .. بوسو .. مزال اشوي .. لم يمر احد ذك الصباح من أمبدية اهله الى ونابه من الطيب بوسة , في الاخير لم يجد من يبوسه , وكانت كل الآراء ان يجيب مكانسيها ليعرف له الكركارة شنهي ..
" سبحان الله " هاذا مكانيسيه الذي قال لك ان المحرك ميت والسيار احديدها ماهو خالكَ هو اكذب خلق الله " , كان قلبه شائطا من الوقرة بين آكواريج وليس صائب لأعذار الصمصار , ولا محاضراته اختصر له المسألة في انه يريد فظته فالسيارة غير صالحة واحديدها ألا الحب الحر , والبيعة مافات خلقت .. " صافي شوف الطفلة شور المغرب , وهي موثوقة عندك حل من اثنين , اما اتحانيها اتجي ومية فالمية دور اترد عنك السيارة , ولا خليها هون عندنا انبيعهالك بيعة زينة " , احس بارتياح لما ذكر الصمصار المحبوبة , وشاف انه سيطيح من عينها لو ظهر امامها اشير ورجع في كلامه , ثم اختار الخيار الثاني وجر لكلاطة الى البرصة ..
اوشكت عطلته على نهايتها وكراكره في ازدياد ولكلاطة لم يسمها احد , قرر ان يواجه الصمصار بوجه آخر ..
انا ما عندي باش نكَطع تذكرتي وعطلتي وافيه بيعلي السيارة يسوة باش .. " اسمع العجة ما اتجي للبيع , انت سيارتك مكينتها ماهي نافعة واحديدها ماهو خالكَ وألا أصبر " .
كاد ان يتخلط مع الصمصار من شدة الغضب وقرر ان يجر السيارة للمنزل ويتولى هو عملية بيعها ..
صرطت الزيرة نصف السيارة وخصر الاطفال نصفها الثاني , واصبحت مارة شهيرة عند اهل تاكسيات وشاريتات والكَزرة .. ( فيراج الوتة الحمرة ) .