مـنـتــديــــات مـدائـــن الريــح
أهلا بك زائرنا الكريم لقد انتقلنا للرابط التالي يرجى
الضغط على الرابط أدناه و التسجيل معنا بعضوية
جديدة في استضافة جديدة مدفوعة
منتديات مدائن الريح
http://www.kunoooz.com/dir/site-6949.html

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتــديــــات مـدائـــن الريــح
أهلا بك زائرنا الكريم لقد انتقلنا للرابط التالي يرجى
الضغط على الرابط أدناه و التسجيل معنا بعضوية
جديدة في استضافة جديدة مدفوعة
منتديات مدائن الريح
http://www.kunoooz.com/dir/site-6949.html
مـنـتــديــــات مـدائـــن الريــح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» دورة الأساليب الحديثة لتنشيط العملية التسويقيه وزيادة المبيعات دورات التسويق
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالجمعة مارس 15, 2024 5:34 am من طرف دورات

» دورات تدريبية|دورة التخطيط الاستراتيجي للتسويق
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالخميس مارس 14, 2024 4:33 am من طرف دورات

» دورة السيطرة على التلوث البحري بالبترول|| metc
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالثلاثاء مارس 12, 2024 5:41 am من طرف دورات

» دوره تنفيذ وإداره حلول سيسكو-CCNA/القاهره 2024
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالأربعاء مارس 06, 2024 1:28 pm من طرف المتخصص للتدريب

» دوره تنمية المهارات الإدارية والاشرافية لرؤساء الاقسام/الخبر-القاهره 2024
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 6:11 pm من طرف المتخصص للتدريب

» دورات المشتريات والمخازن واللوجستيك 2024
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالسبت فبراير 17, 2024 5:02 am من طرف دورات

» دورات التدقيق|دورة تقنيات المراجعة والتدقيق الداخلي لضمان سلامة الاداء المالي
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:52 am من طرف دورات

» دورةمعايير الأمن والسلامة البيولوجية وتوكيد الجودة فى المعامل والمختبرات
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالخميس فبراير 15, 2024 3:18 am من طرف دورات

» البرنامج المتكامل في ادارة المطارات وعلوم الطيران|دورات تدريبية
مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Emptyالثلاثاء فبراير 13, 2024 4:18 am من طرف دورات

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ

اذهب الى الأسفل

مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Empty "مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ

مُساهمة من طرف vaizamariem الخميس سبتمبر 03, 2009 8:03 pm

ولدت (مي) بالناصرة (فلسطين) سنة 1895م واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة صاحب جريدة المحروسة، واختارت لنفسها اسم (مي) الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع.
تلقت دروسها الابتدائية في مدرسة عين طوره وجاء بها والدها وهي دون البلوغ إلى مصر حيث عكفت على المطالعة والتحصيل والتضلع من مختلف العلوم والفنون وعرفت من اللغات العربية والفرنسية والانكليزية والايطالية والالمانية والاسبانية، واتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم.
كانت تنشر فيض قريحتها في مجلات الزهور والمقتطف والهلال وجرائد المحروسة والسياسة والرسالة، ولما سطع نجمها في سماء الأدب العربي كان يجتمع بعد ظهر الثلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبة من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية، وكانت (مي) مالكة عنانه توجه المناقشات والاحاديث بلفظها الرشيق وبيانها الناصع، وأصبحت دارها منتدى أدبياً حافلاً وكان أكثرهم تردداً عليها الشعراء اسماعيل صبري ومصطفى صادق الرافعي وولي الدين يكن، واحمد شوقي، وخليل مطران، وشبلي شميل رحمهم الله وغيرهم، وظلت دارها كدار بنت المستكفي منتدىً للنوابغ، وكانت بمواهبها وفتنتها مبعث الوحي والالهام لقرائحهم، لأنها جعلت قلوب هؤلاء النوابغ تنفعل بموحياتها الانوثية الناعمة وسحر الجمال، وقد نظم المرحوم اسماعيل صبري باشا ابياتاً نفيسة.
كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الاشعار باللغة الفرنسية، ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات، ظلمات وأشعة، سوانح فتاة، بين المد والجزر، الصحائف والرسائل، وردة اليازجي، عائشة تيمور، الحب في العذاب، رجوع الموجة، ابتسامات ودموع، وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم والفن فاستفاض ذكرها على الألسنة.
وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى، وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر، أو حادثة من الحوادث، وقد يكون إيحاءَ بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة، ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتم بناءها، وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهور حسب الظروف، وهي ترى انه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة، فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتب هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهمٌ من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة.
لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً إلى الأبد.
لقيت في أواخر عهدها أشد العنت والكيد من أنسبائها، (فقد تآمروا عليها وأدخلوها العصفورية في بيروت وبقيت فيها مدة سنتين حتى أنقذها وأخرجها منه أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، وقد زارها في مستشفى العصفورية دولة العلامة فارس الخوري والأمير عادل أرسلان وشاهداها لحالة عقلية تامة ولكن صحتها الجسدية ضعيفة جداً واحتجا على ما لاقته إلى مجلس النواب اللبناني.
vaizamariem
vaizamariem
عضو فعال
عضو فعال

عدد المساهمات : 418
نقاط : 1555
تاريخ التسجيل : 17/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Empty رد: مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ

مُساهمة من طرف vaizamariem الخميس سبتمبر 03, 2009 8:18 pm


مي زيادة وصالونها الأدبي


لقد وجدت دعوة الإمام محمد عبده وتلميذه قاسم أمين وغيرهما من المصلحين آذانا صاغية في المجتمع العربي وهو يدب نحو الرقي ويسعى نحو النهضة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وفحوى تلك الدعوة أن لا رقي ولا نهضة بغير إصلاح وضع المرأة التي هي نصف المجتمع وإصلاح وضعها يعني القضاء على عهد الحريم وإتاحة الفرصة للمرأة بأن تتعلم وتنال كامل حقوقها التي أعطاها إياها الشرع والفلسفة الوضعية الإنسانية ، تلك الدعوة المباركة التي صدع بها شعراء العربية الكبار مزكين إياها مباركين مضمونها وعلى رأس الشعراء أمير الشعراء أحمد شوقي :
وإذا النساء نشأن في أميــــــة
رضع الرجال جهالة وخمولا
وحافظ إبراهيم الذي صدع بقصيدته في فضل تربية النساء :
من لي بتربية النساء فإنهـــا
في الشرق علة ذلك الإخفاق ؟
الأم مدرسة إذا أعددتهــــا
أعددت شعبا طيب الأعراق

وهكذا دخلت المرأة قاعات الدرس وأسفرت بعضهن إمعانا في الدفاع عن كرامتهن وتعبيرا عن مساواتهن بالرجل فالمرأة ليست كائنا جنسيا وظيفته إمتاع الرجل وإنجاب الأولاد بل إنسانا حيا فاعلا خلاقا، وليست موضوعا غزليا يتغنى بالقد المياس والعين النجلاء والخد الأسيل فقط.
وقد أثمرت هذه الدعوة المباركة ثمارا طيبة تجلت في ظهور نساء وقفن ندا للرجل في السياسة والفكر والفن والأدب وكان منهن لبيبة هاشم وملك حفني ناصف وعائشة التيمورية وهدى شعراوي ومي زيادة وصولا إلى مفيدة عبد الرحمن وعائشة عبد الرحمن ونعمات فؤاد وفدوى طوقان ونازك الملائكة وسهير القلماوي وغيرهن.
ولا ريب أن الآنسة مي زيادة كانت أكثرهن شهرة وشغلا للرأي العام وإثارة لطبقة المثقفين ورجال السياسة والأدب ، فقد جمعت بين جمال الروح والجسد في تناغم عجيب، وألمت بالثقافة العربية والغربية إلماما مدهشا.كما أتقنت اللغات الأجنبية وفضلا عن ذلك كان جمالها الروحي والجسدي مغريا للأدباء بحبها والتعلق بها وقد اشتهر بحبها مصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد وجبران خليل جبران الذي عرفها عن بعد وهو في المهجر الأمريكي واقتصرت العلاقة بينهما على تبادل الرسائل ولا شك أن صالونها الأدبي الذي كان يجتمع فيه كبار مثقفي العصر، زادها شهرة وتقديرا فالصالون الأدبي فكرة غربية محضة اشتهرت بها بعض كاتبات الغرب فضلا عن كتابه وإنشاؤه وترسيخه في المجتمع العربي الخارج لتوه من عصرالظلمات فكرة خلاقة مدهشة تؤكد أن المرأة ليست مجرد وجه جميل ورحم ولود، هذا الصالون الذي أنشأته الآنسة مي زيادة زاد في شهرتها وفي تقدير المجتمع لها , خاصة طبقة المثقفين.
مات أبوها ثم أمها فشعرت بمرارة الحياة واستسلمت لكآبة اليأس ، وقد قررت عدم الزواج على الرغم من تعلق الكثيرين بها وقد خطبوا ودها وذابوا شوقا وهياما في حضرتها ولربما صح مازعمه البعض في أن الآنسة مي أحبت جبران خليل جبران المعروف برومانسيته الجارفة وأفكاره الجريئة وعباراته الرشيقة ونزعة الحرية القارة في حياته وفي فنه و أدبه ، ولكنه كان مقيما بأمريكا واقتصرت علاقته بالآنسة مي على الإعجاب والتقدير المتبادل يبعث إليها برسائله من أمريكا وترد عليه برسائلها إليه من مصر وكانت وفاته عام 1931 صدمة نفسية وجرحا عميقا في روحها زادها تصميما على العزوبية وتفضيل العيش وحيدة بلا زوج تسكن إليه ويسكن إليها ، ولربما توطدت قناعة مي بعدم الزواج نتيجة لمزاج و فلسفة ذاتية تخرج بها عن المألوف ، فإذا كان الزواج و الإنجاب وتبعاته قدر المرأة حتى ليزهدها في الإبداع ويشلها عن الإنتاج الفني والفكري ، فقد ضحت به في سبيل إخلاصها لذاتها وفلسفتها الشخصية ، حتى تعطي المثل والعبرة في كون المرأة تماما كالرجل تقدر على العزوبية وتبعاتها ، فلن تكون ظل الرجل و لا قاصرة تستكمل قصورها بالركون إليه و الإرتماء في أحضانه ، وتؤثر الجانب الروحي والانساني والعقلاني فيها على الجانب الغريزي والجسدي والجنسي ، وفي الرجال من كانت هذه فلسفته فميخائيل نعيمة عميد أدباء المهجر آثر العزوبية والتنسك في" الشخروب " وقال جملته المشهورة " خلقت لأكون أخا للمرأة لا بعلا لها " والآنسة مي معروفة بحساسيتها الشديدة كونها امرأة من جهة ، وفنانة شاعرة من جهة أخرى ، وهذه الحساسية المضاعفة هدت عافيتها الجسدية وتوازنها النفسي خاصة حين تعرضت لأزمات الحياة التي قصمت ظهرها بدءا بوفاة والديها ووفاة صديقها جبران خليل جبران ، وازدادت حالة المرض سوءا عليها عام 1936 وانتابها الاضطراب العقلي تبل منه قليلا ثم يعاودها حتى توفيت في مستشفى المعادي ودفنت في القاهرة عام 1941 .
وقد قالت السيدة هدى شعراوي في تأبينها " كانت مي المثل الأعلى للفتاة الشرقية المثقفة " .
وقال فيها شيخ فلاسفة العرب في العصر الحديث مصطفى عبد الرازق " أديبة جيل ، كتبت في الجرائد والمجلات ، وألفت الكتب والرسائل ، و ألقت الخطب و المحاضرات ، وجاش صدرها بالشعر أحيانا ، وكانت نصيرة ممتازة للأدب تعقد للأدباء في دارها مجلسا أسبوعيا ، لا لغو فيه ولا تأثيم ولكن حديث مفيد وسمر حلو وحوار تتبادل فيه الآراء في غير جدل ولا مراء " .
وللآنسة مي عدة مؤلفات منها " باحثة البادية " و" بين المد والجزر" و"سوانح فتاة " و" كلمات وإشارات " و"ظلمات وأشعة " و"ابتسامات ودموع " ولها ديوان شعر بالفرنسية بعنوان "أزاهير حلم" . لقد كانت مي زيادة محبة للعروبة ملمة بالأدب العربي وعلومه إلماما أدهش الرواد من أدباء مصر وحبها للعربية وتعلقها بالعروبة دفعها إلى نحت اسم لها عربي خالص من اسم "ماري " هو الذي عرفت به، وإن كان "مية" اسم عربي تردد في شعر النابغة:
يادار مية بالعلياء فالســــــــند
أقوت وطال عليها سالف الأمد

وكانت مية هي حبيبة الشاعرذي الرمة, التي تغنى بها في شعره .وصالون الآنسة مي كان فتحا جديدا في الثقافة العربية وتنويرا للمجتمع وتغييرا من سلوكاته البائدة وأعرافه الرثة خاصة عرف الحريم وإيحاءاته برجعية المرأة واستبداد الرجل .
كان مجلس مي يعقد يوم الثلاثاء وكان يحضره عمالقة الأدب ورواد السياسة ومشاهير العلماء وأعيان البلد كمحمد عبده، ومصطفى عبد الرازق، وأحمد لطفي السيد، وقاسم أمين، وطه حسين، ومصطفى صادق الرافعي ، وخليل مطران وإسماعيل صبري وعباس محمود العقاد وغيرهم .
وهكذا اجتمع أعلام الدين وأقطاب السياسة ورواد النثر وفرسان الشعر في صالون الآنسة مي، وهذا تقدير للمرأة العربية التي استطاعت جمع الرجال من حولها يتناقشون فيما بينهم نقاشا حرا في السياسة والأدب والدين والثقافة العالمية، وكان جمال مي الروحي والجسدي وكلامها الحلو ونبرتها الهادئة، وثقافتها الكبيرة ، كان كل ذلك يضفي على المجلس بهاء ورقيا وإحساسا راقيا بالجمال في أرقى تجلياته، ولم يكن أحد يغيب عن المجلس إلا لظرف قاهر، حتى غيب الموت صاحبة الصالون، تاركة وهج الذكرى وبريق الماضي وأصالة الفكرة وروعة المغامرة والتحدي والخروج عن الرتابة المملة والمألوف المقرف.
ولصالون مي في شعرنا الحديث حضور، فقد ذكره الشعراء في أشعارهم والكتاب في مقالاتهم، وكان الشاعر إسماعيل صبري يقول عن صالون مي يوم الثلاثاء :
روحي على بعض دور الحي حائمة
كظامئ الطير تواقا إلى المـــــــاء
إن لم أمتــــــع بمي نــاظـــــري غدا
لاكــان صبحك يا يوم الثلاثاء !
أما الشاعر شفيق المعلوف شقيق شاعر الطيارة فوزي المعلوف فقد قال عن الآنسة مي :
بنت الجبــــــال ربيبة الهرم
هيهات يجهل اسمها حي
لم نلق ســــحرا سال من قلم
إلا هـــتفنــا هــذه مــــي
وقد كان رحيل مي وانفضاض مجلسها وغياب نبرتها الموسيقية وملامحها الهادئة الرشيقة، وكلماتها العذبة المليئة بالأفكار الخلاقة والمعاني البكر، كان ذلك حدثا مؤلما لشاعر القطرين خليل مطران الذي أقضته الذكرى، وأبكته حسرة الرحيل ومرارة الفراق وغياب اللحظات الجميلة وهو الشاعر المرهف الحس الرقيق الكلمة، الرحب الخيال ، الصادق القول فقد قال في رحيل مي :
أقفر البيت أين ناديك يـــــا مي
إليــــه الوفود يختلفونـــــــا ؟
في مجال السبق آل إليك السبق
في المنشئـــات والمنشئينــــا
نعمة ما سخـا بـــها الدهر حتى
آب كالــعهد سـالبا وضنيـنــا
أيــهذا الـــــثرى ظفرت بحسن
كان بالطهر والعفاف مصونا
لهف نفسي عل حجى عبقري
كــان ذخرا فصار كنزا دفينا
وما أوجع الحزن، وما أشد الغصة، غصة الرحيل التي فعلت فعلهافي نفس الشاعر كما يوحي بها البيتان الأخيران.
لقد كانت الآنسة مي بأدبها وبثقافتها، وبجمالها الروحي والجسدي رمزا للمرأة العربية الطامحة إلى عصر غير عصر الحريم، وإلى شعر لايكتفي منها بوصف النهود والأرداف والخدود، بل يشيد بعبقريتها وإنسانيتها وعطائها وإنتاجها العلمي والأدبي .
ولقد كان صالونها حدثا فريدا في تاريخ المجتمع العربي، وإن كانت له سوابق في تراثنا فالسيدة سكينة بنت الحسين وهي شاعرة وناقدة كانت تستقبل الشعراء في بيتها وتكلمهم ولكن من وراء حجاب، وحدث مرة أن استمعت إلى راوية جرير ينشدها :
طـرقتك صائدة الـقلوب وليس ذا
حــين الزيارة فـــارجعي بسـلام
فقالت له قبح الله صاحبك وقبح شعره أما كان أحلى لو قال :
طـرقتك صائدة الـقلوب وليس ذا
حــين الزيارة فـــادخـلي بســـلام

غير أن مجلس الآنسة مي يختلف عن مجلس السيدة سكينة فقد كانت مي مجتمعة بالرجال مسفرة كالبدر، ومن حولها أقطاب السياسة وأعلام الأدب وأعيان البلد تناقشهم وتدلي بآرائها التي بهرت الجميع، وكان يوم الثلاثاء من كل أسبوع عيد الأدباء والمفكرين والعشاق يتأنقون ويتعطرون ويخفون إلى المجلس بهمة ووجد وهيام عجيب وكلهم يريد أن يكون فارس الندوة ورائد المجلس لعله يحظى بقلب مي وحبها فيجمع بين الثقافة في أرقى تجلياتها والجمال في أكمل صوره .
vaizamariem
vaizamariem
عضو فعال
عضو فعال

عدد المساهمات : 418
نقاط : 1555
تاريخ التسجيل : 17/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Empty رد: مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ

مُساهمة من طرف vaizamariem الخميس سبتمبر 03, 2009 9:01 pm


اجمل رسالة حب من مي لجبران

كانت مي في رسالتها .. وجدانية صافية: فبعد أن انتظرت دون جدوى، حضور جبران إلى القاهرة وكانت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من العمر، لملمت كل شجاعتها، وكتبت له أجمل رسالة حب:

(...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.
ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري. الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.
إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب، بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك.. وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك.
... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد: جبران).
--------------------------------------------------------------------------------
من جبران إلى مي
نيويورك 26 شباط 1924
نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنت تعلمين يا ماري أنا أحب جميع العواصف وخاصة الثلجية، أحب الثلج، أحب بياضه، وأحب هبوطه، وأحب سكوته العميق. وأحب الثلج في الأودية البعيدة المجهول حتى يتساقط مرفرفاً، ثم يتلألأ بنور الشمس، ثم يذوب ويسير أغنيته المنخفضة. أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع. ما ألطف من قال:
يا مي عيدك يوم
وأنت عيد الزمان
انظري يا محبوبتي العذبة إلى قدس أقداس الحياة، عندما بلغت هذه الكلمة ((رفيقة)) ارتعش قلبي في صدري، فقمت ومشيت ذهاباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه. ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين! وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب! إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة.
تقولين لي أنك تخافين الحب.
لماذا تخفين يا صغيرتي؟
أتخافين نور الشمس؟
أتخافين مد البحر؟
أتخافين مجيء الربيع؟
لماذا يا ترى تخافين الحب؟
أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله، فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.
لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.
اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب، ولقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت. وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج إلى نور النهار وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرين طليقين نحو قمة جبالنا؟
والآن قربي جبهتك. قربي جبهتك الحلوة – …………والله يباركك ويحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة.
جبران
لا بأس – على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.
لنعد هنيهة إلى ((عيدك)) أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدت صغيرتي المحبوبة. أريد أن أعرف لأني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد.
وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي ((كل يوم يوم مولدي يا جبران))
وسأجيبك قائلاً: ((نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، وكان لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة)).
--------------------------------------------------------------------------------
من مي إلى جبران ..
11 آذار 1925
صديقي جبران:لقد توزع في المساء بريد أوروبة وأمريكة , وهو الثاني من نوعه في هذا الأسبوع , وقد فشل أملي بأن تصلني فيه كلمة منك . نعم إني تلقيت منك في الأسبوع الماضي بطاقة عليها وجه القديسة حنة الجميل , ولكن هل تكفي الكلمة الواحدة على صورة تقوم مقام سكوت شهر كامل .
... لا أريد أن تكتب إلي إلا عندما تشعر بحاجة إلى ذلك أو عندما تنيلك الكتابة سرورا , ولكن أليس من الطبيعي أن أشرئب إلى أخبارك كلما دار موزع البريد على الصناديق يفرغ فيها جعبته ! .. أيمكن أن أرى الطوابع البريدية من مختلف البلدان على الرسائل , حتى طوابع الولايات المتحدة وعلى بعضها اسم نيويورك واضح , فلا أذكر صديقي ولا أصبو إلى مشاهدة خط يده ولمس قرطاسه .
... ولتحمل إليك رقعتي هذه عواطفي فتخفف من كآبتك إن كنت كئيبا , وتواسيك إن كنت في حاجة إلى المواساة , ولتقوك إذا كنت عاكفا على عمل ولتزد في رغدك وانشراحك إذا كنت منشرحا سعيدا .
--------------------------------------------------------------------------------
من جبران إلى مي ..
9 شباط 1919
لقد أعادت رسائلك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها مركبا إثر مركب .. تلك الأشباح التي ما ثار البركان في أوروبا حتى انزوت محتجة بالسكوت , وما أعمق ذلك السكوت وما أطوله ! .
هل تعلمين يا صديقتي بأني كنت أجد في حديثنا المتقطع التعزية والأنس والطمأنينة , وهل تعلمين بأني كنت أقول لذاتي , هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا , قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ووقفت في قدس الأقداس فعرفت السر العلوي الذي اتخذه جبابرة الصباح ثم اتخذت بلادي بلادا لها وقومي قوما لها .
هل تعلمين بأني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كما وردت على رسالة منك ولو علمت لما انقطعت عن الكتابة إلي , وربما علمت فانقطعت وهذا لا يخلو من أصالة الرأي والحكمة .
--------------------------------------------------------------------------------
يكتب لها جبران:
حضرة الأديبة والفاضلة الآنسة ماري زيادة المحترمة..
سلام على روحك الطيبة.. لقد استلمت أعداد من مجلات المقتطف التي تفضلّت بإرسالها.. فقرأتها وأنا بين السرور والإعجاب الشديد، ولقد وجدت في مقالاتك؛ سربًا من تلك الميول، والمنازع، التي طالما حامت حول فكرتي وتتبعت أحلامي، ولكن هناك مبادئ ونظريات أخرى وددت لو كان البحث فيها شفهيًا، ولكن بما أن القاهرة في مشارق الأرض ونيويورك في مغاربها ليس من سبيل إلى الحديث الذي أوده وأتمناه.
إن مقالاتك تبيّن سحر مواهبك، وغزارة إطلاعك وملاحة ذوقك في الانتقاء، والانتخاب، والترتيب. وتبيّن اختباراتك النفسية الخاصة، فالاختبار، أو الاقتناع النفسي يفوق كل علم وكل عمل، وهذا ما يجعل بحوثك أفضل ما جاء في اللغة العربية.
ولكن لي سؤال أستأذنك بطرحه لديك وهو هذا: ألا يجيء يوم ياتُرى تنصرف فيه مواهبك السامية من البحث في مآتي الأيام إلى إظهار أسرار نفسك واختباراتها ومخآبها النبيلة؟ أفليس الابتداع أبقى من البحث في المبدعين؟ ألا ترين أن نظم قصيده أو نثرها أفضل من رسالة في الشعر والشعراء؟ إني كواحد من المعجبين بك أفضل أن أقرأ لك قصيده في ابتسامة، من أقرأ لكِ رسالة في تاريخ الفنون المصرية، وكيف تدرجها من عهد إلى عهد ومن دوله إلى دوله، لأن بنظمك قصيده تهبينني شيئًا نفسيًا ذاتيًا، أما بكتابتك في تاريخ الفنون المصرية تدلينني على شيء عمومي عقلي؟ والفن هو إظهار ما يطوف ويتمايل ويتجوهر في داخل الروح.
مي..
ليس ماتقدم سوى شكل من الاستعطاف باسم الفن، فأنا أستعطفك لأني أريد أن أستميلك إلى تلك الحقول السحرية حيث سافو (1) وايليزابيت براوننغ (2) وغيرهن من أخواتك اللواتي بنين سُلّمًا من الذهب والعاج بين الأرض والسماء.

والله يحفظك للمخلص
جبران خليل جبران

ــــــــــــــــــ
(1) سافو شاعره اغريقيه لها تسع داووين من الشعر الغنائي والأناشيد
(2) ايليزابيت براوننغ شاعره بريطانية مبدعه تمتاز قصائدها بالعمق والرقة والنزعة الصوفية، وهي زوجة الشاعر الإنجليزي روبيرت براوننغ الذي أحبها من خلال قصائدها قبل أن يتعرف إليها وعندما زارها أحبته حبًا عارمًا جعلها تتغلب على مرض عضال كان قد أقعدها.
vaizamariem
vaizamariem
عضو فعال
عضو فعال

عدد المساهمات : 418
نقاط : 1555
تاريخ التسجيل : 17/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ Empty رد: مي زيادة.. أسطورة الحب والنبوغ

مُساهمة من طرف vaizamariem الخميس سبتمبر 03, 2009 9:32 pm


أنتَ أيها الغريب...مي زيادة


أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة, وكما يُعرَف

السجناء بأرقامهم يُعرَف كلُّ حي باسمهِ.

- بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من لهُ عينٌ

ترقبه وتهتم به. فصرت ما ذكرتك إلاّ ارتدت نفسي

بثوب فضفاض من الصلاح والنبل والكرم, متمنية أن

أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق.

لي بك ثقةٌ موثوقة, وقلبي العتيُّ يفيض دموعًا.

سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني, وأبثك شكوى

أحزاني - أنا التي تراني طروبة طيارة.

وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفيَّ وحنت

رأسي منذ فجر أيامي - أنا التي أسير محفوفة

بجناحين متوجة بإكليل.

وسأدعوك أبي وأمي متهيبة فيك سطوة الكبير

وتأثير الآمر.

وسأدعوك قومى وعشيرتى, أنا التي أعلم أن

هؤلاء ليسوا دوامًا بالمحبين.

وسأدعوك أخي وصديقي, أنا التي لا أخ لي ولا

صديق.

وسأطلعك على ضعفي واحتياجي إلى المعونة, أنا

التي تتخيل فىَّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.

وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان, ثم أبكى

أمامك, وأنت لا تدري .

وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري

واشتباك السبل.

كل ذلك, وأنت لا تعلم!

سأستعيد ذكرك متكلمًا في خلوتي لأسمع منك

حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر

المتجمعة في فرد أحد.

وسأتسمع إلى جميع الأصوات علِّي أعثر على

لهجة صوتك.

وأشرِّح جميع الأفكار وأمتدح الصائب من الآراء

ليتعاظم تقديري لآرائك وأفكارك.

وسأتبين في جميع الوجوه صور التعبير والمعنَى

لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك

ومعناك.

وسأبتسم في المرآة ابتسامتك.

فى حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك,

وفى غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك.

سأتصورك عليلاً لأشفيك, مصابًا لأعزيك,

مطرودًا مرذولاً لأكون لك وطنًا وأهل وطن, سجينًا

لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص, ثم أبصرك

متفوقاً فريدًا لأفاخر بك وأركن إليك.

وسأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب, وكيف

تشتاق, وكيف تحزن, وكيف تتغلب على عاديّ

الانفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إلاّ

الانفعال النبيل. وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة

تستطيع أنت أن تقسو, وإلى أي درجة تستطيع أنت أن

ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب.

وفى أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخورًا لأنك

أوحيت إليّ ما عجز دونه الآخرون.

أتعلم ذلك, أنت الذي لا تعلم? أتعلم ذلك, أنت

الذي لا أريد أن تعلم
vaizamariem
vaizamariem
عضو فعال
عضو فعال

عدد المساهمات : 418
نقاط : 1555
تاريخ التسجيل : 17/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى